المعرفة الذوقية لدى الإمام عبد الحليم محمود

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کليه الآداب جامعة العريش

المستخلص

إن أهل التصوف يستخدمون العقل في بدايات المعرفة حتى يستنفذ قدراته على العمل ويصبح عاجزاً، فحينئذٍ يبحثون عن مواهب أخرى لمواصلة العمل على طريق المعرفة، فالعقل کفيل بأن يصل بالإنسان إلى الإيمان بالله تعالى، ولکنه عاجز عن إدراکه تعالى فهو يعتمد أدوات ووسائل مادية يوظفها لمعرفة الأشياء وهي الحواس الخمس: البصر والسمع والذوق واللمس والشم، وهذه الحواس لا تدرک ما يقع خارج قوتها الحسية؛ لمحدودية وظائفها، ومن الغريب أن بين المعرفة الحسية والمعرفة الصوفية تشابهًا قويًا وعميقًا في أکثر من وجهة(فالمعرفة الحسية إدراک مباشر ناتج عن الاتصال المباشر بين الحواس وموضوعات البحث؛ والمعرفة الصوفية إدراک مباشر عن ناتج عن الاتصال المباشر بين القلب وموضوع إدراکه؛ والمعرفة الحسية "حال" يحسها الحاس ولا يستطيع تفسيرها أو تعليلها أو وصفها أو نقلها إلى غيره من الذين حُرموا منها، کذلک المعرفة الصوفية "حال" يشعر بها الصوفي ولا يستطيع لها تفسيرًا ولا تعليلًا ولا وصفًا؛ بل إنها تفسد وتعکر صفوها إذا حاول صاحب الحال أن يفسرها أو يعللها أو يدخل عنصر التفکير فيها ولهذا يقف الصوفي من تجربته موقف القابلية الصرف أو الانفعال الصرف ولا يسمح لنفسه بفاعلية عقلية تعوق فيض الحياة الروحية التي يحياها وليس المقصود بهذه القابلية المحضة أو الانتقال الصرف رکودًا تامًا أو تعطيلًا في النشاط الروحي عند الصوفي وانما المراد تعطيل الفاعلية من جانب العقل کما رأينا

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية