ما بعد الکولونيالية في الخطاب الروائي المفهوم والأنساق الثقافية رواية الوسية أنموذجا

تشهد الحرکة النقدية المعاصرة مرحلة فريدة في تاريخها من حيث تعدد المناهج والتيارات فضلا عن التحولات التي تمر بها القيم والمعايير السلوکية ، هذه المرحلة شکلت ثورة في جميع المجالات الحياتية والمعرفية ، ونتج عنها الانفتاح على قيم الآخر وثقافته ، والاتصال بالآخر في مرحلة الاستعمار ، وتحديدا الأوروبي الذي طالما عمل على وضع ثقافته ولغته في الصدارة وذلک ضمن الاستراتيجية التي وضعها الغربيون، وعمدوا على تحقيقها، ألا وهي نظرية الهيمنة وإقصاء الشرقي .

ومن هنا کان لزاما على الناقد العربي الاستعانة بتيار نقدي جديد لمعالجة الإشکاليات التي يقيمها الأوروبي على الإنسان العربي، هذا التوجه الجديد هو الذي أطلق عليه دراسات (ما بعد الکولونيالية) تلک الدراسات التي استفادت من المناهج والتيارات النقدية الغربية الجديدة، ومن هنا تعد دراسات ما بعد الکولونيالية نظرية نقدية منهجية، لکونها تکشف محاولات الاستعمار في طمس وتشويه الشرقي بنظرته العنصرية ومرکزيته حول ذاته، والتي عمل من خلالها على إلغاء معالم الخصوصية الثقافية والحضارية والاجتماعية للأنا الشرقي.، ومن ثم جاء هذا البحث في مبحثين ؛ الأول: مبحث تنظيري حول المفهوم والأنساق الثقافية، والثاني مبحث تطبيقي حول مظاهر ما بعد الکولونيالية في الخطاب الروائي؛ أما المبحث الأول فجاء بعنوان: المفهوم والأنساق الثقافية ، وتناولنا فيه مفهوم المصطلح وأنساقه الثقافية ، وأهم المبادئ والمرتکزات حول دراسات ما بعد الکولونيالية، وأبرز أعلامها ، والمبحث الثاني جاء بعنوان: مظاهر ما بعد الکولونيالية في الخطاب الروائي مع التطبيق على رواية الوسية ، کمحاولة منا للربط بين التنظير والتطبيق .

الکلمات المفتاحية: الخطاب الروائي، ما بعد الکولونيا لية ، المرکزية الأدبية ، الأنساق الثقافية .