الإسکتشات التمثيلية في المسرح المصري بين الماضي والحاضر

إبتعد الجمهور عن دور العرض المسرحي في الأونة الأخيرة بشکل ملحوظ , مما دفع ببعض دور العرض المسرحي التوقف, کذلک إبتعاد مسرح القطاع الخاص عن المنافسة, وقدم مسرح الدولة العروض التقليدية والذي تخلى عنها الجمهور. فکانت دور العرض تستقبل الجمهور لمدة أسبوع على الأکثر ثم تغلق لفترات طويلة. وبعض الفرق المسرحية کانت تلجأ لبعض نجوم السينما والتليفزيون لتعويض هذا الفقر في محاولة لجذب المتفرج لکنها لم تستمر طويلا نظرا لإنشغال أبطالها بالأعمال الفنية الآخرى الغير مسرحية.
وفي العشر سنوات المنصرمة قدمت بعض الفرق المسرحية الشبابية شکلا يبدو جديدا على مسرحنا المعتاد, لکنه في الواقع عودة إلى هوية المسرح المصري, وهو تقديم اسکتشات تمثيلية تعتمد على الکوميديا والارتجال والتفاعل مع الجمهور من خلال عرض مواضيع متجانسة مع أحداث الساعةٌ؛ فلاقت هذه التجارب نجاحا لم يکن متوقعا. وعاد المسرح المصري إلى بداياته القديمة ولکن بشکل غير مباشرمستعيدا جمهوره.
إن هذا البحث سوف يتناول بشکل مباشر نوعية من العروض المسرحية, التي بدأت مع بدايات المسرح المصري, ثم أختفت لفترة عن دور العرض المسرحي, ثم عادات مرة آخرى في العشر سنوات الأخيرة بنجاح ملحوظ واستطاعت جذب الجمهور إلى المسرح مرة آخرى, وهذا الشکل المسرحي لم يأخذ حقه في مجال البحث العلمي .