الإمام الزبيدي اللغوي المحدث الفقية الصوفي، يعد بحق أحد رواد اللغة المتأخرين، وأئمتها البارزين، فقد ذاع صيته في الآفاق بفضل ما خلفه من مصنفات شتى في العلوم الإسلامية والعربية، منها "تاج العروس من جواهر القاموس"، الذي اقترن باسمه فلا يذکر الزبيدي إلا وذکر معه مصنفه الأشهر"التاج" آخر درر الصناعة المعجمية العربية في فتراتها الأخيرة، والذي لا يقل أهمية عن المعاجم العربية القديمة، بل يتفوق عليها في أحد الجوانب اللغوية المهمة التي لم تولها المعاجم القديمة القدر المناسب من الاهتمام والدراسة، إذ تظهر فيه بجلاء ظاهرة اللهجات العربية المحدثة بعد عصور الاحتجاج، وتاج العروس ليس کتاب لغة فحسب بل هو أکبر موسوعة لغوية وعلمية عرفتها المکتبة العربية في تاريخها الطويل، استقصى فيه المؤلف لغات العرب الفصيحة والمسترذلة والقبيحة والشاذة، والمجاز بأنواعه والغريب والمعرب والدخيل وغيرها، کما أکثر الزبيدي من إيراد المولد والعامي من اللهجات العامية القديمة منذ ظهور التوليد في عصوره الأولى، وسجل ملامح العاميات المصرية واليمنية والحجازية والشامية التي کانت في زمانه، وبصفة خاصة العامية المصرية، والتي يلحظها القارئ في أغلب مواد معجمه. وهي بادرة حسنة في الوقوف على اللهجات العربية المتأخرة لما لها من أهمية في البحوث اللغوية، إذ تتيح للباحث الوقوف على خصائص هذه اللهجات ومعرفة ما حدث فيها من تطور لغوي أصابها أدى إلى انحرافها عن أصولها العربية. وانطلاقا من أن اللهجة المصرية التي نتکلم بها اليوم هي إحدى اللهجات العربية المعاصرة غير بعيدة عن أصلها العربي الفصيح جاءت هذه الدراسة التي أکدت من خلال ما صرح الزبيدي بنسبته تحديدا إلى اللهجة المصرية أو إلى بعض أقاليمها على أن العامية المصرية التي نسبها الزبيدي إلى أهل مصر ـ وإن اشتملت على بعض الألفاظ من لغات أخرى ـ ترجع في مجملها إلى أصلها العربي، وأن ثمة انحرافا لغويا جري على ألسنة المصريين "خواصهم وعوامهم" أبعدها قليلا أو کثيرا عن أصلها العربي، وإن بدا بالتأمل اشتراک الألفاظ العامية بمعانيها المستحدثة مع الفصحى في جذورها العربية الأصلية، بل إن هناک ألفاظا کثيرة في عاميتنا المصرية لا زلنا إلى الآن نستخدمها بمنطوقها ومعناها العربي الفصيح. والبحث ليس معنيا برصد اللهجة العامية المصرية بمتنها الشامل في تاج العروس بل يهدف إلى رصد وجمع الألفاظ التى عزاها الزبيدي إلى اللهجة المصرية قصدا وتصريحا، وقد أوردت الدراسة کثيرا من الألفاظ العامية مرتبة على حروف المعجم، تلک التي صرح الزبيدي بعزوها إلى اللهجة المصرية، من خلال ما لاحظه هو بنفسه أثناء تجوله في الديار المصرية، فقد زار کثيرا من مدنها وقراها وکفورها ونجوعها وسمع من المصريين ونقل عنهم جل لهجتهم من نحو: بتوع، متاع، بربخ، بطاقة، بوش، بلاعة، جرن، زکيبة، سباطة، شطف، شقافة، شونة، طوب، قشل، قيراط، منَ، نبوت، الهالوک، الويبة، الويکة، ياما، وغيرها مما سيأتي تفصيله في البحث.
محمد, مصطفى عبد الهادي عبد الستار. (2020). ما نسبه الزبيدي في تاج العروس إلى اللهجة المصرية : جمعا ودراسة (ملحق خاص). مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 31(122), 3-140. doi: 10.21608/sjam.2020.108663
MLA
مصطفى عبد الهادي عبد الستار محمد. "ما نسبه الزبيدي في تاج العروس إلى اللهجة المصرية : جمعا ودراسة (ملحق خاص)". مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 31, 122, 2020, 3-140. doi: 10.21608/sjam.2020.108663
HARVARD
محمد, مصطفى عبد الهادي عبد الستار. (2020). 'ما نسبه الزبيدي في تاج العروس إلى اللهجة المصرية : جمعا ودراسة (ملحق خاص)', مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 31(122), pp. 3-140. doi: 10.21608/sjam.2020.108663
VANCOUVER
محمد, مصطفى عبد الهادي عبد الستار. ما نسبه الزبيدي في تاج العروس إلى اللهجة المصرية : جمعا ودراسة (ملحق خاص). مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 2020; 31(122): 3-140. doi: 10.21608/sjam.2020.108663