الأمن الصحي في المجتمع المصري : قراءة تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب، جامعة المنوفية

المستخلص

تجلى الإهتمام المعاصر لعلم الاجتماع الطبي في تحليل بنية المستشفيات والوظائف التي تضطلع بها, وطبيعة علاقتها بالمجتمع المحلي, والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها, ونوعية المشکلات التي تعترضها.

ويُعد من أخطر المؤثرات الداخلية التي تتعرض لها المستشفيات والعاملين فيها هي مخلفات الرعاية الصحية - وفقًا لما ذکرته "منظمة الصحة العالمية WHO " – حيثُ أن المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية أحد المصادر الرئيسة لإنتاج تلک المخلفات, وتکمُن خطورتها في کونها تحتوي على کائنات مجهرية  يُمکن أن تکون ضارة، وأن تنقل العدوى إلى المرضى في المستشفيات وإلى العاملين فيها وعامة الناس.

وذکرت الإحصاءات أن المستشفيات هي أحد أکثر الأماکن خطورة فى بيئة العمل, ففي عام 2011 سجلت المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريکية (253,700) إصابات وأمراض مرتبطة بالعمل، وتُحسب إلى6 : 8 إصابة ومرض متصلة بالعمل لکل 100 موظف, وتتناقص معدلات الإصابات والأمراض القابلة للتسجيل في إدارة السلامة والصحة المهنية "OSHA" بشکل عام في جميع الصناعات في الولايات المتحدة، بما في ذلک المستشفيات, ومع ذلک، فإن معدل الإصابة والمرض في المستشفيات لا يزال تقريبًا ضعف المعدل للصناعات الخاصة ککل.

لذا يتضح أن بيئة العمل تُسهم بشکل عام في إحداث کثير من الأمراض الصحية,  والتي تؤثر بشکل مباشر في الوضع الصحي في المجتمع.

ولذلک أوصت "منظمة العمل الدولية ILO" على أهمية الأمن الصحي للعاملين في بيئة عملهم؛ ذلک من خلال تأکيدها على ضرورة إتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية صحة العاملين, وضمان الرعاية الطبية اللازمة لهم، وأن يکون هناک عدد کاف من المُعدات اللازمة لتلبية جميع المتطلبات الصحية، وأن تکون الظروف الصحية في أماکن العمل مُرضية.

بهذا يمکننا القول أن الأمن الصحي يُعد أحد موضوعات علم الاجتماع الطبي التي ظهرت على الساحة الدولية, تحديدًا وتأسيس "منظمة العمل الدولية ILO" عام 1919؛ حيثُ کانت البداية الحقيقية  للإهتمام بالأمن الصحي للعاملين في المهن المختلفة, والإهتمام بحقهم في توفير بيئة عمل آمنة لا تؤثر عليهم وعلى صحتهم بالسلب؛ حيثُ جاءت مُهمتها الأساسية في وضع المعايير الدولية للعمل والمعايير الاجتماعية.

الموضوعات الرئيسية