المنظور الأيديوسيکولوچي في رواية «גוף שני יחיד- ضمير المخاطب» : للأديب «سيد قشوع»

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب، جامعة حلوان

المستخلص

تُعد الرواية نسيجًا سرديًا حيويًا، ورؤية جمالية واعية، وعملية ذهنية عميقة، وتجربة وجدانية ثرية، يَمتزج فيها الواقع بالخيال، والفني بالقيمي. إنَّها عالم تَخييلي، ونسق متکامل، تتضافر بداخله عناصر بنية المبنى الحکائي الفنية والجمالية مع مکونات المتن الحکائي الإبداعية والفکرية؛ ومن ثمَّ ينشأ عالم الرواية في وحدة عضوية، لا يلغي فيه المضمون أهمية بنية الحبکة، ولا يُمکن قراءة النَّص سرديًا بمعزلٍ عن مضامينه ومعانيه، وهي منطلقات جوهرية تُفضي بلا شک إلى استجلاء أسرار النَّص وإضاءة مکامنه وفک شفراته.
لا ريب أنَّ التعاطي مع الرواية بهذه الرؤية الشاملة يُطْلق ما فيها من قدرات جمالية وطاقات إبداعية تتجاوز حدود الزمان والمکان، وتتحرر من قيود تحليل البنية الفکرية والتعويل المفرط على عالم خارج النَّص. من هنا کانت البداية والمنطلق؛ إِذ بات من المؤکد أنَّ التعمُّق في فهم القوانين السَّرديَّة المُنظِّمة لبنية عالم النَّص الروائي، وإدراک إجراءاتها الفنية المتعلقة بتقنيات عمل هيئة السرد، خاصة قطبيها المرکزيين: السارد (مَنْ يَحکي ويَتکلم) والمُبَئِّر (مَنْ يَرى ويُدرک)، يُؤدي بلا شک إلى انفتاح النَّص الأدبي على أبعادٍ أکثر عمقٍ وعلى آفاقٍ أکثر رحابةٍ. إذ يُعد "السرد والمنظور عمليتان متباينتان([i])" ومتلاحمتان في الوقت ذاته داخل النَّص التخييلي؛ حيث يتضافران معًا، ويتعالقان معًا، ويؤثران ببعضهما، من أجل صياغة المادة المحکية وتنضيد عرضها وتنظيم جريانها.

الموضوعات الرئيسية