رثاء الحيوان والطير في شعر القاسم بن يوسف بين الرمزية والواقعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب- جامعة المنيا

المستخلص

تناول هذا البحث في شِقّه التنظيري –بإيجاز-الشعر العربي الذي أُبدع في الحيوان والطير، وتبيّن أنه لم يکن وليد العصر العباسي؛ ولکنه تطوّر فيهوتوسّع ونضج، وصار فنًّا مستقلًا تُفرد له القصائد، وأن الأدباء بوجه عام عبّروا من خلالهذا الفن عن واقعهم النفسي، وعکسوا البيئة التي يعيشون في إطارها، کما أنهم توسّلوا به إلى انتقاد أوضاع المجتمع، وتوجيه رسائل إصلاحية بطريق غير مباشر متستّرين به؛ حتى لا يصطدموا بالسلطة ويحيق بهم الأذى.
وفيما يخصّ شاعرنا (القاسم بن يوسف)، فإنه لم يأخذ حقه من الدراسة لدى القدماء؛ ومن ثمّ فکثير من جوانب حياته يکتنفه الغموض، وما جُمع من شعره لا يفي کثيرًا بما غاب منها، ومن مُعطيات شعره تبيّن أنه تعرّض لکثير من الابتلاءات التي رققت مشاعره، واتجّهت به إلى الزهد، فضلًا عن أنه کان من المتشيعين لآل البيت، وأنه کان بارعًا ومُتفرّدًا – قياسًا بسابقيه ومعاصريه- في مدح الحيوانات والطيور وهجائها ورثائها، وکان له قصائده المستقلة فيها، إضافة إلى توظيفالحيوان والطيور في ثنايا الأغراض الأخرى، ناحيًا حذو القدماء في ذلک، ومازجًا في ذلک بين الحقيقة والرمز.
أما الجانب التطبيقي، فتناول قصائد الشاعر التي أبدعها في الحيوان والطير – خاصة في الرثاء- وتبيّن أنه مزج فيها غالبًا بين الواقعية والرمزية، مع تغليب الجانب الرمزي؛ لغلبة الجانب الإنساني فيها، وکان لکل قصيدة منها– من وجهة نظري- شخصية رمزية مُستترة کنى عنها بحيوان أو طائر، فـ(العنز السوداء)امرأة شريفة- علوية أو عباسية- و(الهرة) شخصية قيادية کان لها دور في خدمة الرعية والذود عنها، و(الفئران)رمزلفئة من الأشرار السارقين المارقين، الذين تسلّطوا على الرعية بعد وفاة (الهرة/ الشخصية المُکنى عنها)، ورمز (بالشاه مرغ) لقائد مغوار، کما رمز بـ(القمري) لخلٍّ وفي، قد يکون من المغنين المشهورين في عصره. وربما لجأ القاسم إلى الرمز لدواعٍ: سياسية، أو اجتماعية، أو دينية، أو نفسية، ولا يمنع أنه بالفعل رثا هذه الحيوانات والطيور؛ لکنه وهو يرثوها استحضر شخصية تمثّلها في ذهنه؛ولهذا يمکن توجيه قصائده في هذا الجانب في کلا الاتجاهين: الواقعي والرمزي، فضلًا عن أنه رمز من خلال رثائها بوجه عام إلى أخذ العبرة والعظة منها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية