الأحاديث التي أعلّها الحافظ ابن حجر العسقلاني في کتابه "إتحاف المهرة " عند الحاکم في المستدرک ، من أول الکتاب "مسند آبي اللحم الغفاري ، إلى نهاية مسند أنس بن مالک الأنصاري رضي الله عنهما ". جمعاً ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم السنة وعلومها، کلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المستخلص

لما کانت الأحاديث النبوية والآثار المحمدية، أصل العلوم بعد القرآن، وقاعدة الشريعة وأرکان الإيمان، ومن أراد اللَّه تعالى به الخير، وحفظه من السوء والضَّيْر، وفَّقه لجمعها وتحريرها، وأرشده لتفهيمها وتقريرها، مخلصًا في ذلک النية والعمل، متجنبًا طريق الخطأ والزلل .وکان ممن اعتنى بهذا الفن أعظم عناية إلى أن بلغ الغاية القصوى في الدراية والرواية، وفاق کثيرًا من الرجال، وحاز شرف الرتبة في الحال والمآل: شيخ الإسلام، وأوحدُ الأئمة الأعلام، حافظُ العصر، وخاتمة المجتهدين، قاضي القضاة، أبو الفضل شهاب الدين الشهير بابن حَجَر العسقلاني . حامل راية العلوم والأثر، فألَّف فيه کتابةً وقراءةً وسماعًا، وجمع فنونًا عديدة منه وأنواعًا، وحرر فيه ما لم يُسبق إليه، وصار المعوَّل في حفظ السنة النبوية وغيرها عليه، مع ما رزقه اللَّه من فرط الذکاء والتدقيق، ومن حاذق التعبير والتحقيق، فليس لأحد بعده إلى درجته وصول، ولا للقلب إلى کلام غيره مِنْ أهل عصره قبول، سارت بفضائله الرُّکبان، وشُدَّت إليه الرِّحال من أقطار البلدان ([1])" . وإن من أهم وأعظم مصنفات الحافظ ابن حجر کتابه:" إتحاف المهرة بالفوائد المبتکرة من أطراف العشرة ". والذي جمع فيه أطراف التصانيف العشرة في السنة النبوية ، وهي : " الموطأ" للإمام مالک، و"المسند" للإمام الشافعي، و"المسند" للإمام أحمد، و"السنن" للدارمي، و"صحيح ابن خزيمة" ، و"المنتقى" لابن الجارود ،و"المستخرج" لأبي عوانة ،و" صحيح ابن حبان"،و" المستدرک " للحاکم أبي عبدالله. وحوى کتاب ابن حجر" إتحاف المهرة " الفوائد النفيسة، والنکت اللطيفة، والاستدراکات والتعليقات المهمة النافعة على بعض أصحاب الکتب العشرة. ومن أهم هذه التعليقات التي وقفت عليها أثناء بحثي وقراءتي للکتاب: بيانه لوجه العلة في بعض الأحاديث المعلّة التي خرّجها الحاکم في کتابه المستدرک. فيذکر الحافظ ابن حجر علّتها ووجه الاختلاف فيها في رفعها وقفها، أو وصلها وإرسالها، أو في زيادة راوٍ أو إسقاطه أو إبداله، أو يذکر العلة في متن الحديث ، ويذکر الراجح من أوجه الاختلاف في الحديث . وغالباً ما يستشهد بکلام الأئمة المحققين في هذا الشأن کالبخاري وأبي حاتم والترمذي والدارقطني ،وغيرهم.
ونظراً لأهمية مثل هذه التعليقات، وفائدتها النفيسة ، خصوصاً أنها جاءت من عالم حافظ خبير محقق متقن، بضاعته الحديث والإسناد والجرح والتعديل والتحقيق والتخريج وعلل الحديث ، وهو ابن حجر العسقلاني ،حرصت على جمع ودراسة وتخريج الأحاديث التي ذکر علّتها في مستدرک الحاکم . ولفتح المجال أمام الباحثين للتتبع جميع تعليقات واستدراکات ابن حجر المهمة في إتحاف المهرة على بعض أصحاب الکتب العشرة ، وغيرهم.



 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية