الماسورا وحماية النص: دراسة تطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة المنوفية

المستخلص

شغلت مسألة وجود نص واحد للمقرا أحبار اليهود طوال تاريخهم، وبدأ العمل المنظم للخروج بنص وحيد للمقرا يجتمع حوله اليهود مع عصر الأمورائيم([1]) في بابل. وأظهرت کثيرٌ من المصادر القديمة مسألة شيوع النصوص المختلفة للمقرا وتعددها. وتمخضت محاولات توحيد النص عن ظهور ما يُعرف بالنص الماسوري، وهو النص المعتمد بين الأوساط اليهودية. والماسورا (מָסוׂרָה) (Massorah) من حيث الإصطلاح تشير إلى مجموعة التعليمات والإرشادات الخاصة بقراءة نصوص المقرا، والملحقة على هامش النصوص المکتوبة([2]). ويفرق الباحثون اليوم بين (מָסוׂרָה) حسب التعريف السابق و(מַסוׂרֶת) بمعناها الدال على العادات والشرائع والأعراف التي تناقلها بنو إسرائيل من جيل إلى جيل في إطار ما يُعرف بالتقاليد، في حين تستعمل المصادر القديمة مصطلح (מַסוׂרֶת) للدلالة على الأمرين معًا، ولم يحدث التمايز بينهما قبل القرن الــ11 الميلادي([3]).
وحسب التقاليد اليهودية فإن الماسورا تعود إلى عصر الکتبة الثاني([1]) مع عزرا الذي کان يُعرف بــ"الکاتب الماهر" حسب نصوص العهد القديم (عزرا7/6)([2]) وعصر الکتبةأو (סוׂפְרִים) في الأجيال التالية له على امتداد عصر التلمود. وأُطلق عليهم السوفريم لأنهم کانوا يعدون أو يحصون کل حرف في التوراة([3]). وهؤلاء الکتبة يختلفون عن طبقة اللاويين الکهنة، فالکهنة کثر ولکن الذين يجيدون الکتابة قلائل([4]). وبعد ذلک اهتم أصحاب الماسورا الذين يُطلق عليهم (מָסְרַנִים) بهذا العمل ووصلوا إلى ذروة نشاطهم في عصر الرابي أهارون بن أشير في القرن الــ10 الميلادي. لکن لا يُعلم بالظبط متى کانت بدايتهم ومتى انتهى عملهم([5]).
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية