الصورة کوسيط إعلامي وجرافيکي في الإخراج الصحفي : دراسة تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

بدأ الإنسان يعبر عن خلجات نفسه ومخاوفه وطموحاته يرسم رسوم ملونة محفورة على جدران الکهوف قبل ان يجيد الکتابة والحوار... وهذه الرسوم تعد اول لغة مکتوبة لها دلالات واشارات واضحة ومنها تطورت الابجديات التي يستعملها العالم اليوم... ونحن في العصر الحديث يمکن ان نطلق عليه مجازاً (عصر الصورة) حيث تعتمد جميع وسائل الاتصال الجرافيکي المرئي والمطبوع کالصحف والمجلات على الصورة التي تعد من الظواهر البارزة في القرن السابق والحالي... حيث تعد الصورة اصدق تعبيرا من الکلمات والمقالات سواء کانت صورة فوتوغرافية او رسم توضيحي او رسم ساخر، لها دوراً بارزاً في العملية الاعلامية والصحفية ولا يمکن الاستغناء عنها لانها تثبت الخبر في ذهن المتلقي، فالصورة الاولى في الصحافة لم تکن بالشکل الذي نراه الان، بل کانت لا تتعدى کونها رسوماً يدوية تطبع من قطع خشبية حفرت عليها الرسوم واستمر استخدامها بهذه الطريقة حتى نهاية القرن التاسع عشر وکانت صحيفة (اخبار الاسبوع) Weekly News الانجليزية اول من استخدم هذه الطريقة عام 1638م مع موضوع عن حريق شب في جزيرة (سانت مايکل) St. Michael ، أما في الصحافة الامريکية فان اول رسم صممه بنيامين فرانکلين B. Franklin ونشره في صحيفة (بنسلفانيا جازيت) B. Gazette في مايو 1754م لثعبان مقطع الى ثمانية اجزاء ترمز الى المستعمرات الامريکية في ذلک الوقت وکتب تحته الاتحاد او الموت، وفي اوائل القرن التاسع عشر تطور فن حفر الرسوم على الخشب ثم ظهرت بعض اعداد الصحف المصورة التي تستخدم الصور کعنصر اساسي في کل اعدادها ، واصبحت من اهم عوامل التنافس بين الصحف ، ولا ننسى ان نذکر فن الليتوجراف ودوره في تطور الصحافة الفنية في فرنسا والمانيا وباقي دول اوروبا... والرسوم التوضيحية والساخرة التي نشرت من خلاله.
کان فن التصوير الفوتوغرافي يشق طريقه آنذاک کغيره من الفنون والعلوم وتمکن العديد من المصورين من التقاط صور تمثل بعض الاحداث ذات الاهمية ولکنها کانت بطيئة فلم تستطع آلة التصوير من ان تنافس يد الرسام في تسجيل الصورة ذات القيمة الاخبارية والاعلامية...
حيث انه لم تنته عملية نشر الصورة عند التقاطها ولکنها کانت ترسم على الخشب وتحفر ولذلک ظل الرسم اليدوي محتفظا بتفوقه واهمية بالنسبة للصحف اليومية والمجلات... ثم استخدمت طريقة الحفر المعدني ”الزنکوغراف” في عمل اللوحات حيث کانت الصورة في بداياتها خطية ولم تکن ظلية الى ان تمکن ”ستيفن هورجان” Steven Horgan ( ) من استخدام طريقة التدرج الظلي Halftone عن الأصل على طبقة من الزنک، وهذا التاريخ 14 مارس 1880م يعد المورد الحقيقي للصحافة المصورة حيث الصورة تفوق الخبر المنشور من حيث الاقناع. وظهور الوکالات المتخصصة بالتصوير الصحفي في مطلع القرن العشرين مثل (فيوز نيوز) Views News وتطور نقل وإرسال الصور عبر الراديو والفاکس والأقمار الصناعية في ثوان قليلة کان له دور إيجابي في تطور الصورة والإخراج الصحفي لها بألوانها المبهرة لتصبح بذلک جزءاً اساسياً من مقومات العملية الإعلامية والجرافيکية والصحافية يلفت انتباه القارئ وتزيد من توزيع الصحف ولها دوراً ثقافياً وإقناعياً وتبرز العادات والتقاليد والتأثير على فکر وعقل المتلقي بالإضافة الى کسر جمود الحروف والکلمات على الصفحة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية