رؤية أبي المعالي الجويني لعلاقة القضاء والقدر بالمعجزات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة الاسلامية

المستخلص

     تٌعد مشکلة القضاء والقدر من أهم القضايا التي شغلت الأذهان على مر العصور ، فتزداد التساؤلات هل أنا مخير أم مسير ؟ فهناک بعض الأفعال التي يجد الإنسان فيها نفسه مسيراً فيتساءل لما إذن نُعاقب ؟ وإذا کان الله يعلم بعلمه وعظمته أن هذا الإنسان سيصبح من أهل الجنة أم من أهل النار قبل خلقه ، فإذا کان من اهل الجنة فمهما عمل بحياته لن يغير شيء فمصيره مکتوب في اللوح المحفوظ ؟ و إذا کان من أهل النار أيضاً فما فائدة عمله ومصيره مکتوب ؟ ويطلقون في نهاية حديثهم قائلين " مقدر ومکتوب " . فهل تعلم الاذهان حقا معني تلک الکلمة ؟فهناک من يري أن الإنسان هو خالق أعماله والقادر عليها وهم القدرية وعلى رأسهم معبد الجهني و غيلان الدمشقي ، وهناک فريق أخر يري أن الإنسان مسيٌر لا مخير فلا إرادة له ولا قدرة وهم الجبرية وعلى رأسهم جهم بن صفوان . أما المعتزلة فقد آمنت بعدل الله و اعتبروه أصلاً من أصولهم وليس من عدل الله أن يکلف عبده بما لا يطيق أو يٌحاسب على مالم يقصد إليه ، ولهذا ذهبوا إلى أن العبد قادر خالق لأفعاله وبدون تلک الحرية فلا معني لنبوة أو رسالة فما فائدة إرسال الرسل لمن لا حرية له . ولکن کيف التوفيق بين إرادة الله و قدرته و إرادة العبد إذا کان للعبد قدرة و إرادة مستقلتان ؟ فهنا يقولوا بالقدرة الحادثة و المستمدة من القدرة القديمة فقد منح الله العبد قدرة يستطيع بها أن يفعل و يترک و هي أساس الثواب و العقاب . فتأتي الأشاعرة ومؤسسها ابو الحسن الأشعري والذي تناول القصية من جهة قدرة الله وسلطته وليس من جهة التکليف و الجزاء ، فالله عنده هو مالک الملک يفعل ما يشاء ولا دخل للإنسان في خلق الفعل لأن هذا يٌعد شرک بالله ولکن لکي يٌثاب على فعله ويٌعاقب فيکون جزاءه علي افعاله الاختيارية فقط دون الفعل الاضطراري مثل أن ترتعش يده او يقف نبضه ، فالفعل الاختياري من خلق الله ومن کسب العبد ، وهنا جاءوا بنظرية الکسب والتي ستحاول الباحثة توضيحها بشکل أکثر في فصول الدراسة . موضحة کيف تناولها الأشاعرة وخاصة الإمام الجويني والذي يٌعد من أهم اعمدة المذهب الأشعري وکيف ربط فکرة القضاء والقدر بالمعجزات

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية