الإعجازالعلمى فى القرآن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

لا يوجد

المستخلص

جاء محمد- صلى الله عليه وسلم برسالة شاملة خاتمة فکان من مقتضيات ذلک أن تقرن معجزة باقية، يسلم لها العقل بالتفوق عليه، والتوافق مع أصوله، فهى لا تصادمه، ولکنه تفتح له آفاقاً من المعرفة، قد يدرک ملامحها، ولکنه يعجز عن تمام تصورها، وتخاطبه بقواعد منهج يعقله، ولا يستطيع ببشريته المحدودة أن يجمع خصائصه، فالمعجزة تحد للعقل فى غير تعد على وظيفته.
-والإعجاز کلمة عربية، مشتقة من العجز، وهى الجدر الثلاثى لهذه الکلمة، انبثقت منها کل صور استعمالاتها.
مثل:- إعجاز، وعاجز، وعجوز، ومعجزة، وغير ذلک (1)
وخلاصة ما أورده ابن منظور عن معنى العجز فى معجمه هو: أن العجز: نقيض الحزم، يقال : عجز فلان رأي فلان إذا نسبه إلى خلاف الجزم کأنه نسبة إلى العجز.
-والإعجاز: الفوت والسبق، يقال أعجزني فلان، أى سبقني وفاتنى، وعجزت عن طلبه وإدراکه، ومنه قول الأعشي:-
فذلک ولم يعجز من الموت ربه....ولکن آتاه الموت لا ينأبق
قال تعالى(( أعجزت أن أکون مثل هذا الغراب)). (2)
قال تعالى ((واعملوا أنکم غير معجزي الله)). (3 )
وکلمة (معجزة ) من مشتقات أعجز، فهى اسم فاعل من الفعل الرباعى أعجز يعجز فهومعجز، وسميت المعجزة معجزة لعجز من يقع عندهم ذلک عن معارضتها والهاء فيها للمبالغة.
وهى فى الإصطلاح: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة، أو هى: أمر خارق للعادة خارج عن حدود الأسباب المعروفة يخلفه الله تعالى، على يد مدعى النبوة عند دعواه إياها، شاهداً على صدقة متحدياً المعاندين، فهى خارقة للعادة أي: غير خاضعة للمقاييس البشرية، والسنن الکونية، لذلک لا يمکن تفسيرها بالأسباب المادية، ولا قياسها بها، دون ان تکون مستحيلة بذاتها بحيث يبطلها العقل، کإبطالة ( 4) إجتماع النقيضين، أو ارتفاعهما، بل هى محکومة بقانون العلية العام، لأنها تصرف ما وراء الطبيعة، لذلک نجد (( فرقاً بعيداً بين المعجزة وما جد أو يجد فى العالم من عجائب العلم، وروائع الاختراع، فالمعجزة ليست لها أسباب معروفة حتى تلتمس بيسر متى التمسها من طريقها)).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية