دراسة في الأدب المقارن الحـصـــــاد بين محمود حسن إسماعيل وويليام ويردزويرث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

لا يوجد

المستخلص

محمود حسن إسماعيل ظاهرة شعرية استمرت أکثر من أربعين عاماً تلهم حياتنا وتؤثر فيها وتهزها . فقد استأثرت التجربة الشعرية بحياته وحولتها إلى وهج فني حار ، قلِ أن تصل إليها تجربة فنية في العصر الحديث . فهو رائد من أکبر رواد مدرسة الشعر الوجداني في شعرنا العربي المعاصر. فهو من الجيل الذي نطلق عليه جيل أبو للو الذي أتى في مطلع الثلاثينيات بعد شوقي وحافظ ومطران وغيرهم .
أصدر ديوانه الأول ”أغاني الکوخ ” في عام 1936 ، بينما کان طالبا في کلية دار العلوم ، صوَر فيه حياة الريف فى صعيد مصر وشقاء الفلاح وتعاطف مع أحزانه وأعاد الحياة إلى الطبيعة في القرية المصرية ، فجال بنا خلالها نشم أريج الحقول ونلمس أغصان الشجر ونرى زهور القطن والفول ونسمع زمارة الراعي وغناءه وثورة الضفادع ويشجينا بأحزان الغروب .
ويقول عنه الأستاذ الدکتور /عبد العزيز الدسوقى :
لست أنکر أنه أصيب – کما أصيب زملاؤه من مدرسة الوجدان الشعري – بمرض العصر ، وهو المرض الذي أصيب به کل الأدباء الرومانسيين في الآداب العالمية المختلفة ، نتيجة تلک الفجوة بين أحلامهم وطموحهم وبين واقع الحياة الذي يعيشون في ظلاله . وکان يدفعهم هذا المرض إلى الهروب إلى الطبيعة يغسلون في رحابها أوضار نفوسهم ، أو يلجئون إلى عالم الخيال ، حيث يصورون الخوارق وعجائب الکون .
ومن الطريف أن کل هذه الأعراض الرومانسية لمرض العصر ظهرت على محمود حسن إسماعيل وتجلت في شعره . فقد صور الطبيعة فى شعره وامتزج بها وحل فيها وتنفس من خلالها . وديوانه ” أغاني الکوخ ” صلاة في محراب الطبيعة . وقد لجأ إلى أحضان المرأة ولاذ بحنانها وصورها حلما ناعما رقيقا وجسدا ثائرا ... وفى ديوانه ” نهر الحقيقة ” الذي صدر في عام 1972 .. تذکرنا قصيدة ” موسيقى من الجن ”على الفور بقصيدة ” الملاح العجوز ” للشاعر الناقد الإنجليزي ” کولريدج ” وهى قصيدة طويلة تصور مجموعة من العجائب والخوارق الرهيبة وهذا الجانب الرومانسي کله فى حاجة إلى دراسة تفصيلية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية