المکتبات العامة وتنمية المجتمع :دراسة تطبيقية على المکتبات العامة بمحافظة سوهاج

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة سوهاج

المستخلص

 



تتعدد العناصر المؤثرة بالمجتمع ما بين عناصر اجتماعية، وثقافية، واقتصادية، وسياسية... وتختلف درجة تأثير کل منها على المجتمع إلا أنه مما لا شک فيه تکامل تلک العناصر، مما يعنى أن التفاوت فى التأثير لا يؤثر على القيمة.
ومن أهم هذه العناصر التى تؤثر فى المجتمع وتتأثر به فى ذات الوقت هى المکتبات ـالمؤسسات المعلوماتية بکافة أشکالهاـ والمکتبات العامة بشکل خاص؛ حيث أنها تقدم خدماتها لکل فئات المجتمع، وترتبط بالبيئة المحيطة بها بشکل مباشر، وتعتمد فى المقام الأول فى ارتيادها على الرغبة الشخصية.
فمثلاً المکتبة الجامعية يتم ارتيادها بشکل أساسى لتکملة العملية التعليمية، کذلک إلى حدٍ ما المکتبة المدرسية ... أما المکتبة العامة فيتم ارتيادها وفقاً لرغبة شخصية؛ قد تکون:
• التعليم، ذلک لما تمثله المکتبة العامة من دور تکميلى لدور المدرسة والجامعة فى العملية التعليمية؛ سواء کان ذلک تقتنيه من مجموعات ومواد مکملة لما هو موجود بالمدرسة والجامعة، أو لقربها من سکن الطالب.
• التثقيف والترويح، ذلک من خلال الندوات المحاضرات التى يتم عقدها بالمکتبة، أيضاً المعارض الفنية، والعروض المسرحية، والمسابقات الثقافية التى تمثل عوامل جذب أساسية للمکتبات العامة.
• التربية، عن طريق الخدمات التربوية التى تقدم خاصة لأطفال ما قبل المدرسة، ومراحل الطفولة الأولى؛ حيث تقدم المکتبة بعض القيم والأنماط السلوکية الإيجابية للطفل نحو نفسه ومجتمعه.
• الإعلام، ذلک من خلال الإطلاع على معلومات بعينها، أيضاً معلومات عن الأحداث الجارية.
کما أنه عندما تتوافر للمکتبة العامة کافة المقومات اللازمة لعملها بشکل جيد من مبانى، وعاملين، ومقتنيات، ومؤازرة مجتمعية يمکنها إذاً أن تصبح ”جامعة الشعب” . حيث يتسم دور المکتبة العامة بأهمية خاصة فى المجتمعات التى لا يتوافر لها سوى عدد قليل من من الأماکن التى يلتقى بها أفراد المجتمع، کما أن التشارک فى المصادر والخدمات يخلق نوعاً من التواصل غير الرسمى بين أفراد المجتمع مما يعزز من التجربة الاجتماعية الإيجابية . مما يؤدى إلى تنمية المجتمع.
والتنمية Development بشکل عام تعتبر ”عملية تغيير حضارى تستهدف الارتقاء بالمجتمع اقتصادياً وتکنولوجياً واجتماعياً وثقافياً، وتوظيف کل موارد المجتمع المادية والطبيعية والبشرية من أجل صالح الکل، خاصة تلک القطاعات والفئات الاجتماعية التى حرمت ردحاً طويلاً من الزمن من فرص النمو والتقدم”، أى أن التنمية ”مفهوم معنوى لعملية دينامية موجهة أصلاً إلى الإنسان باعتباره العنصر البشرى الذى يساهم فى عملية تنمية المجتمع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذه العملية ـ عملية التنمية ـ تهدف فى النهاية إلى تحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للإنسان، أى أن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها” .
من هذا المنطلق برزت أهمية الدراسة الحالية، حيث ترکز على المکتبات العامة بمحافظة سوهاج بما لها من أهمية فى المجتمع من خلال مکتبتين تنتمى کلاً منهما لجهة مختلفة ولکن تکاملهما فى خدمة المجتمع جعل لهما أهمية خاصة، هما ”مکتبة سوزان مبارک: للطفل . للشاب. للأسرة” و ”مرکز سوزان مبارک الاستکشافى للعلوم”.

نقاط رئيسية

 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية