مجالس الاقتراء فى العصر النبوى وعلاقتها بالتربية اللغوية للصحابة رضوان الله عليهم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الاداب – جامعة المنوفية

المستخلص

الاقتراء فى اللغة: هو عين القراءة ، فقد روى عن سيبويه أن قرأ، اقترأ بمعنى واحد ، کما جاء فى لسان العرب (قرأ). أما فى اصطلاح علوم القرآن ، و القراءات فهو إقراء القراء بعضهم بعضا؛ بمعنى أن يجلس عدد يقرءون ،وبينهم من يصحح لهم قراءتهم وهو مصطلح لم أجد من ذکره ، أو عرف به ممن صنعوا معجمات لمصطلحات القراءات من أمثال: محمد المختار ولد إباه ، والدکتور عبدالوالى المسئول ، و الدکتور إبراهيم سعيد الدوسرى ، أحمد محمود عبد السميع الحفيان. وقد جاء هذا اللفظ فى حديث أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروى سنة 224هـ فى کتابه : فضائل القرآن ( تحقيق مروان العطية و آخرين ، دار ابن کثير ، دمشق 1420هـ =1999م ص 68 ) أن سهل بن سعد الأنصارى ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ونحن نقترئ ، يقرئ بعضنا بعضا ، فقال الحمد لله ، کتاب الله عز وجل واحد فيه الأحمر و الأسود ، اقرءوا ، اقرءوا ، اقرءوا. و ربما اقترب من هذا اللفظ لفظ آخر هو : التدارس ، الذى ورد فى أحاديث ترغب فيه ، و تمتدح فاعليه ، ففى الحديث عن عقبة بن عامر ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن فى المسجد نتدارس القرآن ، فقال : تعلموا کتاب الله عز و جل .ومثل ذلک ألفاظ : تعلم القرآن الکريم ، و مجالسته. ومن هنا يتضح لنا أن هذه الأربعة الألفاظ هى أکثر الألفاظ العربية دورانا فى باب العناية بقراءة القرآن ، وتعلمها ، وإتقان قوانينها.ويظهر من استقراء صور الإقراء فى العصر النبوى حصرها فى الصور الأربعة التالية:الأولى – إقراء النبى صلى الله عليه و سلم الصحابة القرآن الکريم ، بالتعليم المباشر.الثانية – شهود الصحابة عرض النبى صلى الله عليه و سلم القرآن الکريم على جبريل عليه السلام.الثالثة- سماع النبى صلى الله عليه و سلم القرآن الکريم من الصحابة ، فيما يشبه القراءة عليه صلى الله عليه و سلم.الأخيرة- جلوس الصحابة فى مجالس و حلقات ، يقرئ الأعلم بالقرآن الکريم غيره ، و يصوب له قراءته.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية