بلاغة السرد في کتب المعراج بین الفلسفة والتصوف

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

ﻛﻠﯿﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﯾﺲ

المستخلص

)
لقد کان لرحلة الإسراء والمعراج تأثير فعال في الأدب والفکر العربي في کتب المعراج عند الأدباء والفلاسفة والصوفية ، فقد تلقفوا رواية ابن عباس للإسراء والمعراج عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثها عن إسرائه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مکة إلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف ، وعن معراجه صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ، وقاموا بالتأليف على منوالها لأغراض متعددة...
ففي مجال الأدب کتب أبو العلاء المعري (449هـ)کتابه : رسالة الغفران (1) ، يتنقل بابن القارح – وهو صاحب رسالة وجهها لأبي العلاء - وعلى لسانه في العالم الآخر ، وفي أثناء قصته ينتقد عددا من آراء العلماء والأدباء والفقهاء في الشعر والأدب ، أي يقدم إسراءا أخرويا لأهل الفکر والأدب ...
وفي مجال الفلسفة اتخذ الفلاسفة من المعراج شکلا يواري رؤاهم الفلسفية ، فقد أخذ ابن سينا شکل الرحلة ليواري رحلة العقل الإنساني إلى الملکوت الأعلى خلال شخصية حي بن يقظان (العقل الفعال ) في قصته ( حي بن يقظان ) (2) ، وعارضه السهروردي مستدرکا على ابن طفيل التطرق إلى الأمور الربانية والحقائق الروحانية دون الانشغال بالقوى الإنسانية في قصته (الغربة الغريبة ) (3)، بينما توسع ابن طفيل في قصة ابن سينا ، فتحدث عن نشأة ابن يقظان الأرضية ووصول ابن يقظان إلى معرفة الملکوت الأعلى في قصته (حي بن يقظان ) (4) ، وتناول ابن النفيس قصة ابن سينا فربط بين هداية العقل وبين الشريعة في الارتقاء إلى الملکوت الأعلى في قصته ( فاضل بن ناطق ) (5) على طريقة ابن طفيل ...
وفي مجال التصوف اتخذ الصوفية عامة من المعراج النبوي ، أنموذجا ومثالا لهممهم الصوفية أي توجههم للحق ولإبداعاتهم ، فساروا في البداية على منهاج المعراج المحمدي مکتفين بالفهم ، أي تقليد المعراج المحمدي ...ومع تقدم التجربة الصوفية اختلفت إسراءات المتأخرين ومعارجهم في طبيعتها ونوعيتها عن المعراج المحمدي ؛ وبدا المعراج الصوفي معراجا روحانيا برزخيا ، أو معراجا علميا من علم إلى علم (6).
يمثل الصوفية المتقدمين في المعراج التقليدي : معراج أبي يزيد البسطامي طيفور بن عيسى ( 188هـ ـ 261هـ) (7) ، ومعراج القشيري ( 465هـ).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية