أثر الحجاج في الدعوة إلى الله تعالى في کتاب المواقف لعضد الدين الإيجي ت 756 هـ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية – کلية الآداب – جامعة المنوفية\ وزارة الأوقاف

المستخلص

إن القرآن الکريم ، والسنة النبوية المطهرة جاءا بإثبات زيادة الإيمان في عدة مواضع   فالله تعالى يقول : ﴿ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا ()، ويقول سبحانه : ﴿ وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ   () فهذه الآيات وغيرها تعتبر نصًا في إثبات زيادة الإيمان
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) () فهذا الحديث النبوي الشريف وغيره يعتبر نصًا کذلک في إثبات زيادة الإيمان ونقصانه وأنه درجات متفاوتة
لکننا إذا دققنا النظر في المسألة قلنا : إن الإيمان هو التصديق الجازم ، وهو لا يقبل الزيادة لأنه - أي التصديق - جازم يقيني لا يزيد ، وهو کذلک لا يقبل النقصان لأنه لو نقص لکان ذلک شکًا أو ظنًا وهذا ينافي اليقين المشترط والمطلوب في الإيمان .
 ومع أن أصحاب المذاهب المختلفة اتفقوا على ثبوت النصوص القرآنية ، واتفقوا کذلک على صحة الأحاديث إلا أنهم قالوا : هل الزيادة في نفس التصديق أم في ثمراته وإشراقاته ؟ لأن اختلافهم في هذه المسألة يرجع إلى اختلافهم في تحديد مفهوم الإيمان وحقيقته .
فالجميع مقر بأن الإيمان إقرار بالقلب يصل لحد اليقين ، ولکنهم اختلفوا فيما بعد إقرار القلب من قول اللسان وعمل الجوارح أين يقعا بالنسبة لهذا الإقرار .
ومن هنا انقسموا إلى عدة آراء في هذه المسألة بين من يقول إن الإيمان يزيد وينقص ، ومن يقول يزيد ولا ينقص ، ومن يقول لا يزيد ولا ينقص ، ولکل دليله الذي يستند إليه على نحو ما سنورد في ثنايا هذا المبحث .
ولذا کان علينا أن ننظر ابتداءً  إلى تعريف الإيمان عند کلٍ ،  ومن ثم نعرج على الآراء في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية