الديوان الأخر لزيتونه فلسطين (ابو سلمي ) :دراسة اسلوبي لمعجمه الشعري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

تخصص فلسفة يونانية، قسم الفلسفة، کلية الآداب

المستخلص

تناول هذا البحث المعجم الشعري في الديوان الآخر لزيتونة فلسطين – أبو سلمى – طامحاً إلى دراسة حقوله الدلالية ومفرداته المعجمية البارزة
والشاعر عبد الکريم الکرمي الملقب بأبي سلمى هو شاعر من شعراء المقاومة الفلسطينية الذين کان لهم دور عظيم في شعر المقاومة ، وکان شعره شاهداً على تلک الفترة ، ومجسداً لصورة الوطن المنکوب ، ولرموز الفقر والضياع والتشرد
ولد أبو سلمى في بلدة طول کرم بنابلس 1907هـ لأسرة مکونة من عشرة أفراد ذات علم وأدب وشعر وثقافة ، وکان والده له الفضل الکبير في توجيهه ورعايته ، وقد أتم دراسته الابتدائية بدمشق ، ثم سافر إلى عمان مع والده ، وهناک أتم دراسته الثانوية ، وکان الشاعر يحب دمشق حباً شديداَ ، وکان يشعر أنه وطنه الثاني
وقد قيل عن السبب في لقبه بأبي سلمى أن المقصود بسلمى فلسطين ، وقيل إن سلمى فتاة کان يحبها ، وقيل إنه أنشد قصيدة على أستاذه أثناء دراسته ، وکانت القصيدة غزلية تسمى سلمى ، ومنذ أن سمعها أستاذه وهو يناديه بأبي سلمى
والديوان الآخر(1) يتضمن قصائد لم تنشر في الديوان الأصلي للشاعر ، وهذا الديوان قامت بجمعه وإعداده الباحثة غادة أحمد بيلتو ، وقد نالت عليه درجة الماجستير في الأدب العربي الحديث
ويعالج هذا البحث المعجم الشعري في دراسة أسلوبية من خلال البنية الإفرادية ؛ وذلک من خلال مبحثين :- الأول يتناول أهم الحقول الدلالية في الديوان الآخر ؛ وهي الأرض – الموت - التحدي والصمود - الزمن – العمر – اللون -، ويتناول المبحث الثاني أهم المفردات المعجمية في الديوان الآخر ؛ وهي :- مفردات الأعلام – الألفاظ الغريبة أو المهملة – الألفاظ الدخيلة
مدخل:-
يقصد بالمعجم الشعري الاستخدام الشعري أو الجمالي لمفردات اللغة؛( ففي الوقت الذي تتم فيه عملية اختيار الألفاظ وترتيبها بطريقة معينة،بحيث تثير معانيها،أو يراد لمعانيها أن تثير خيالاً جمالياً،فإن ذلک ما يمکن أن نطلق عليه المعجم الشعري ) (2)،فالشعر بناء،والکلمات ليست إلا لبنات هذا البناء،والشاعر المجيد بمثابة المهندس البارع،يکون حظه من البراعة بمقدار استغلاله لکل الإمکانات في تشييد بنائه،وتسخير کل ما يراه مناسباً لتأسيسه وتأمين تماسکه، (وبقدر ما يبرع الشاعر في تعامله مع الکلمات يکون حظه من الفن والشاعرية و،يحکم له أو عليه على هذا الأساس) (3)
ومن هنا اهتمت الدراسات اللغوية ا- قديماً وحديثاً -بدراسة المعجم الشعري، وجعلته مرکز الدراسات الترکيبية والدلالية،وفي ضوء هذا الاهتمام تأتي دراسة المعجم الشعري عند أبي سلمى في ديوانه الآخر.
وتنصب دراسة المعجم الشعري في هذا القسم على تأمل الدلالات الشعرية التي تتحمل بها المفردات داخل النص الشعري،وتبين توارد هذه المفردات، وتصبح مثل هذه الدراسة ضرورية في حالة المفردات التي تتردد في النص بنسبة عالية،ولکن قد يقتضي الأمر-أحياناً-التطرق إلى مفردات قليلة الشيوع .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية