قضيـــة الشفاعـــةعند الإمام محمد عبده :عـــرض ونقـــد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بکلیة أصول الدین والدعوة بالزقازیق

المستخلص

 



فى السنوات الأخيرة نجد حملات شرسة وخطيرة موجهة إلى السنة النبوية المطهرة وإلى صاحبها عليه الصلاة والسلام، وذلک بمحاولة تشکيک المسلمين فى عقائدهم الثابتة وتجريد صاحبها عليه الصلاة والسلام من مقاماته وخصائصه، فنجد من أنکر عصمته، ومن أنکر معجزاته، ومن أنکر شفاعته لأهل الکبائر من أمته صلى الله عليه وسلم.ويعد موضوع الشفاعة من أهم الموضوعات التى اتخذت کأسلوب للهجوم على السنة النبوية المطهرة وعلى صاحبها عليه الصلاة والسلام. فنجد من الباحثين من أنکر شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الکبائر من أمته، وزعم بأن الأحاديث الواردة فى إثبات الشفاعة لأهل الکبائر من أمته صلى الله عليه وسلم موضوعه ولا أساس لها من الصحة.
والمحقق فى أقوال هؤلاء الباحثين يجد أنهم لا يأتون بشئ جديد من فکرهم وإنما بحثوا فى کتب علم الکلام القديمة وأخذوا منها ما يوافق آراءهم من أقوال الخوارج والمعتزلة فى إنکار الشفاعة لأهل الکبائر من أمته صلى الله عليه وسلم، واستدلوا بنفس أدلتهم الواهية التى ناقشها أهل السنة والجماعة فى حينها وبينوا زيفها وبطلانها منذ قرون عديدة. ولکنهم قاموا بإحياء هذه الشبهة المدفونة الداحضة تحت عناوين جديدة.
ويعد الأستاذ الإمام محمد عبده بن حسن خير الله (1266 هـ - 1323هـ = 1849م – 1905م) رائداًً من رواد الفکر الإسلامى الحديث الذين ترکوا بصمات واضحة على العديد من المجالات والميادين الاجتماعية والسياسية والفکرية. فقد کانت حياته غاية فى النشاط ، کثير الترحال من بلد إلى أخرى ، وکان حريصاً على أن يقدم المثل والقدوة والريادة، مؤلفاته بها الکثير من الأفکار المهمة، لم يکن من خلال الوظائف التى تولاها مجرد مقلد للآخرين؛ بل ساعيا نحو التجديد. کما لم يترک مصدراًً للمعرفة إلا وطرقه وبحث فيه سواء من کتب الفلاسفة أو المتکلمين أو المتصوفة أو من مصادر الفلسفة الغربية خصوصاً بعدما تعلم اللغة الفرنسية، فاستوعبت ثقافته الکثير من الاتجاهات الفکرية المعروفة فى تاريخ الفکر الإسلامى، وکانت لهذه الثقافة أثرها فى تشکيل فکره ومنهجه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية