ويجدر بالباحث ـ في هذا المقام ـ أن ينوه إلى أن للکتابة في هذا البحث دوافع قوية أقلقته، وأثارت فکره لتناولها، منها: أنه اصطدم بمقولات بعض النقاد المکتوبة منها أو المسموعة أو المرئية التي تناولت شعراء الحداثة جميعهم بشيء من الاستهجان والاستنکار، وکأن الحداثيين جمعيهم خرجوا عن الملة، وضلوا عن جادة الصواب؛ فقد تضمنت أغلب هذه الآراء والمقولات حول إشکالية الحداثة وشعرهاالکثير من الغلو والتطرف في تعميم الأحکام على الجميع، وهذا يعد ظلمًا بينًا؛ حيث إنهم لم يفرقوا في هذا بين نوعين من الحداثة، يکثر الخلط بينهما في ثقافتنا العربية المعاصرة، وهما: حداثة الشکل، وحداثة الفکر.