الوسطية في الفکر النقدي العربي: القديم وأثره في قبول التجديد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل / کلية الآداب بالمملکه العربية السعودية

المستخلص

 تشکل الوسطية قيمة کبرى لها قواعد کلية ، تتفرع إلى قواعد جزئية تطال الفکر الإنساني برمته ، وهي ليست حصراً على قضية فقهية أو سياسة أو أدبية أو اقتصادية ، بل ، هي کل هذا، وتتجاوزه لتکون منهاجاً إسلامياً في الحياة محکوماً بمبدأ إلهي ومبدأ أخلاقي معبر عنه بالعدل والخير ، ومن هذه الناحية تختلف عن الوسطيات الأخرى (نظرية العدالة الأفلاطونية، ونظرية الوسط الأرسطية، والوسط الذهبي ، الذي قال به کونفوشيوس ) ،فالشريعة الإسلامية صريحة وواضحة ، وهي تتحمل أن تکون منهجاً لأي إنسان في أي زمان ومکان بفضل وسطيتها وتوازنها وتکاملها ، فوسطيتهاهذه قوة کامنة مکنتها من الانتقال والانتشار بين أمم الأرض المختلفة معهم لساناً وعقيدة ؛ لأنها الحضارة الوحيدة التي تصالحت في منظورها الوسطي مع الثنائيات الکبرى المتضادة .
     فالوسطية منهج حياتي وفکري جسده کثير من المفکرين والأدباء والمفسرين العرب قديما متأثرين بالدين الإسلامي ، فاهتدوا إلى کثير من الحقائق الإنسانية ، ورأوا أن الخير أو الفضيلة في الوسطية وأن الشر والرذيلة في التطرف .
وبناء على هذا الفهم للوسطية  ارتأيت دراسةمفهوم الوسطية لدى النقاد العرب من خلال قضيتي اللفظ والمعنى والخصومة بين القدماء والمحدثين ، وإبراز موقف النقادالذين اتخذوا موقفاً وسطاً في نقدهم الأدبي ، ووقفوا بين الغلواء والمبالغة والاعتدال ، وقاموا بالتخفيف من حدة الصراع حول القضيتين الإشکاليتين  في النقد العربي، وبينوا أهمية الوسطية بوصفها الطريق الآمن التي ينبغي أن يسلکها الناقد للوصول إلى حکم نقدي سليم بعيد
عن الخصومة والتناحر ، فأسسوا بذلک بيئة نقدية يسودها الأمن الفکري ،معيارها الوسطية في تحديد الجمال في الشعر.
ويهدف البحث إلى تبيّن مفهوم الوسطية في الفکر النقدي العربي وأثره في قبول التجديد في الأدب والحياة الجديدة في العصر العباسي ، والعدل في الأحکام على الأشعار ، وإبراز مواقف النقاد المعتدلين ، وأثرهم في إخماد الصراع حول القضايا النقدية 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية