تعد فترة العصر الوسيط، التى عاش فيها اليهود في ظل الخلافة العربية الإسلامية متمتعين بمناخ الحرية والتسامح الديني، فاتحة عهد جديد في حياتهم الثقافية؛ حيث تمتع اليهود في هذه الفترة بأکبر قدر ممکن من الحرية، شأنهم في ذلک شأن کافة الأقليات الأخرى. (1)
وکان لهذه الحرية الاجتماعية والاقتصادية المنتعشة أثرها على الجانب الثقافي عند اليهود؛ فخرج اليهود من عزلتهم الثقافية، حيث کانوا يقتصرون في ثقافتهم على تعلم التوراة والتلمود؛ حيث تعقد جلسات دراسية مهمتها الإفتاء وإصدار التشريعات وإلقاء القصص والمواعظ الأخلاقية المستقاة من التوراة والتلمود(2).
وکان الکتاب اليهود في تلک الفترة يکتبون معظم أعمالهم بالکتابة العربية اليهودية(3). وهذا الأمر اتّبعه معظم الکّتاب اليهود، الذين عاشوا في الدولة الإسلامية، وخرجت أعمالهم إلى النور في تلک الفترة، کما کتبوا أيضاً بعض الأعمال باللغة العبرية مثل الشعر الديني، وکانت هناک مجموعة من الأسباب لاختيار لغة معينة دون أخري لکتابة الموضوعات العلمية والفلسفية، بهدف أن يکون النص واضحاً ومفهوماً، باعتبارها اللغة التى کان اليهود يستخدمونها في حياتهم اليومية، نظرا لاندثار معرفتهم بالعبرية؛ لذلک کان الجزء الأکبر من الأعمال الأدبية للکتاب اليهود باللغة العربية(4