مشکلة العناية الإلهية فى فلسفة بؤثيوس

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الفلسفية - کلية الآداب - جامعة عين شمس

المستخلص

1-   اهتمام  بؤثيوس بتناول موضوع العناية الإلهية ،جاء  کنتيجة طبيعية لما مر به من ظروف قاسية،وما أحاطه من أجواء مظلمة ظالمة عصفت بحياته وقلبتها رأسًا على عقب ،فعکف بؤثيوس على البحث عن تفسير يوضح الکيفية التى تحدث فيها مثل هذه الأمور فى عالم يدار تحت مظلة العناية الإلهية .
2-   من يتفحص –بعناية- کتاب "عزاء الفلسفة " لبؤثيوس يوقن  أن المشکلة  الأساسية التى دار حولها  هذا الکتاب -فى مجمله-هى مشکلة العناية والعدل الإلهيين.حيث إن موضوعات الکتاب کلها ،هى ذات الموضوعات التى تندرج تحت إشکالية العناية الإلهية.
3-   تعويل بؤثيوس الکبير على الفلسفة أملًا فى إيجاد تفسير عقلانى لما يحدث فى العالم من أمور تتعارض والعناية الإلهية مثل الشر والمصادفة والحظ ،ومکافأة الأشرار ومعاقبة  الأخيار.فوجد فى الفلسفات القديمة بغيته ؛لذا أکثر من الإستشهاد بها ،وسار على نهج بعضها .ومن أبرز الفلاسفة الذين استشهد بؤثيوس بأرائهم:أفلاطون، وأرسطو، والرواقية ،والأفلاطونية المحدثة.
       ولقد  ذهبت أغلب الآراء إلى کون الفلسفة الأفلاطونية المحدثة صاحبة التأثير الأکبر على معالجة بؤثيوس لمسألة العناية الإلهية.ولکن نصوص بؤثيوس- فى رأيي- لا تدعم هذا الزعم،إذ نجد أن أفلاطون والرواقية کان لهما الأثر الأکبر على بؤثيوس فى معالجته،وهذا ما کان يصرح به بؤثيوس فى کثير من الأحيان،کما کشفت عنه طيات کتاب "عزاء الفلسفة".
برغم أن بؤثيوس فيلسوف مسيحى، فلا نکاد نجد أي اشارة صريحة للمسيحية ولا لکتابها المقدس فى تعاطيه مع مشکلة العناية الإلهية .وذلک على خلاف معالجة أوغسطين

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية