دور الدولة والمجتمع في مواجهة وباء الجذام في المغرب والأندلس في عصري المرابطين والموحدين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب،جامعة حلوان

المستخلص

لا يخلو عصر من العصور التاريخية من ظهور الأوبئة والکوارث، ونظرًا لکونها لا تخص أمة دون غيرها، فإن المجتمع المرابطي والموحدي عان هو الأخر ويلات تلک الأوبئة والمجاعات والکوارث، وحتى يتسنى لنا الإلمام بها، فإن ذلک يستوجب العودة إلى المصادر المختلفة تاريخية کانت أو جغرافية، أو کتب المناقب والسير، وکتب النوازل وغيرها، وهذا لتناثر المعلومات بين ثنايا تلک المصادر وبتجميعها يمکننا إماطة اللثام بما ألم بمجتمعي المرابطين والموحدين .                                                                               
وقد تنوعت الأمراض المنتشرة خلال حقبتي المرابطين والموحدين سواء في المغرب أو الأندلس، ومن خلال المصادر الجغرافية يمکننا رصد بعض الأمراض المنتشرة في تلک الحقبة، ولو أنها مقتضبة ومتناثرة إلا أنها تُعد إشارات هامة . فالبکري ـ المعاصر للمرحلة الأولى من عهد الدولة المرابطية ـ أشار إلى بعض الأمراض کداء الحميات والطحال الذي أنتشر بين سکان مدينة أودغست (1) بشکل مثير، حتى لا تکاد يخلو أحد منهم من إحدى العلتين(2). في حين يشير( الإدريسي ) إلى شيوع أمراض العيون بين أهالي سجلماسة (3)، حتى أنه قلما يوجد من أهلها صحيح العينين، بل أکثرهم عمش(4). هذا ناهيک عن مرض الجذام ( موضوع الدراسة) الذي ساد بعض المدن المغربية والأندلسية على السواء کمدينة فاس (5)، مراکش (6)، وسجلماسة (7)، في الأندلس مدينة مرسية (8) ، وهو ما يفهم من النازلة التي أوردها ( ابن رشد ) حول رجل مجذوم (9).
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية