إستراتيجية الهجرة إلى الحبشة من المنظور التاريخي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ، کلية الآداب

المستخلص

أکرم الله عز وجل سيدنا محمد  بأن اختاره ليبلغ عنه رسالته، وبدأت مکة تسمع بهذا الدين الجديد فأخذت قريش على عاتقها مهمة محاربة هذا الدين، واستئصال شآفته ومحاربة أتباعه .
وازداد التعذيب والأذى في مکة للمسلمين الجدد، فما کان من الرسول إلا أن يقوم بعمل يحمي به هذا الدين ويسهل على أتباعه إقامة شعائر دينهم من دون خوف أو أذى ووجد وسيلة جديدة في مجابهة کبراء قريش فکان التفکير في الهجرة ولکن إلى أين وهنا تبرع عقلية الرسول الاستراتيجية في اختيار المکان المناسب لهجرة المسلمين الأوائل .
وبعد التفکير في أحوال الجزيرة العربية وما حولها من البلدان وقع اختيار الرسول على أرض الحبشة لما لها من مميزات لم تتوفر في باقي البلاد المحيطة بمکة وأهمها عدل ملکها النجاشي. وخرجت طلائع الهجرة الأولى ورئيسها عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقيه  ثم ما لبثوا أن عادوا إلى مکة بعد أن سرت شائعة بإسلام کبار قريش وما لبث الاضطهاد أن عاد بشکل أقوى وأکبر فخرج الفوج الثاني إلى الحبشة فاراً بدينه ورئيسهم جعفر بن أبي طالب .
وهنا کان موقف قريش الذي ظهر بقوة کبيرة وتصميم على إعادة من خرج مهاجراً بدينه من أهل مکة وأرسلت وفادة وهدايا إلى النجاشي وکلها أمل في استعادة هؤلاء المسلمون. وقد فشلت هذه الوفادة في جعل النجاشي يسلم المسلمين الى قريش وبذلک رزق المسلمون نعمة الأمن والأمان وعبدوا الله بحرية لم يجدوها في ديارهم مکة المکرمة .
وتعد الهجرة إلى الحبشة أساساً إلى الهجرة إلى المدينة حيث اعادوا تجربة الهجرة لتأسيس الدولة الإسلامية بقيادة الرسول. 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية