الاغتراب النفسي قراءة في شعر ابن الرومي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية، جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية

المستخلص

لقد اجتمع لابن الرومي من نوائب الدهر، ومتاعب الأيام ما لم يجتمع لغيره من الشعراء من الفقر، وسوء الطالع،واضطراب الأعصاب،وثورة النفس،بل وثورة الناس،وکان شعره تعبيرا عن نفسه أولا،مخالفا لما تعارف عليه الشعراء قبله،فقد قسم ابن الرومي قصائده بينه وبين ممدوحه،يمدحه في قسم،ويخرج همومه في قسم آخر منها. لقد عاش ابن الرومي اغترابا نفسيا نتيجة عوامل مختلفة، فقد عاش عصرا مضطربا أشد الاضطراب من الناحية السياسية والاقتصادية،والاجتماعية،والعقدية،کان له مردوده في شعره،وجعلت نفسه تتخذ مکانا شرقيا من أهلها،فعاش فترات طويلة قد انفصلت فيها نفسه الحقيقية عن واقعها،فمدح،وهنأ، ورثا. لقد کان ذا فلسفة خاصة اکتسبها من ثقافات عصره، بيد أنه لم يستطع أن يُلبِسَ الفکر ثياب الفن، ووقع أسيرا في أغلال المعنى الفلسفي دون أن يحکم قياده،فکان المعنى يهرب منه من رحاب الشعر إلى فضاء الفکر،ويجعل من نوازع النفس فضاءات فکرية ونفسية هي أرحب من رحاب المعنى الشعري والفني.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية