صور الاخر ( العدو) في شعر الفرسان في العصر الجاهلي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کليه اللغه العربيه

المستخلص

إنها محاججة للدفاع عن النفس, لهجمات العدوّ الذى لا يزال يتربّص ويبحث عن أي مثلبة أو عيب, ولا يبالى نقطة ضعف أو نقص ظفر, فهدفه التقليل من شأن الآخر, وإذلاله وهزّ شموخه, وسلبه کل ّفضيلة, وإلباسه کل رذيلة, وهو هنا لم يجد ما يعيب به الفارس الشاعر الشجاع إلا سواد لونه, تلک الصفة التى لا تقدح بالشاعر الفارس, ولا قبل له بدفعها أو تغييرها, فيدافع عن نفسه بأنّ السواد لا يضاد المکارم, ولا ينافى الجمال, فکم من درّة السواد وتترعرع فى کنفه, ثم لا يسلبها ذلک رونقها ولا يذهب بريقها ولا يحطّ من جمالها وسحرها.
وبما أن العنف طابع على ردود الفعال للعداء الجاهلى, فقد کان خوض الحروب والحديث عن ميادينها هو المظهر الأبرز تناولاً وتداولاً فى شعر الفرسان, أکثر من غيره من حلقات العداوة وتدرجاتها, ولذا غلب الطابع على الأمثلة التالية, وجاء الحظ الأوفر مناه من نصيب الفارس الأبرز فى هذا المجال, عنترة بن شداد. والذى تجاوز تطلّعه لخوض غمار الحروب ومقارعة الأبطال, وإدراک ثأره من أعدائه, أن بلغ به الأمر إلى جعل ذلک أحد الأهداف التى يرتجى المزيد من الإمهال لتحقيقها, ويحمل الهم الأکبر خشية من تخرم المنيّة له دونه
 

الموضوعات الرئيسية