منهج التنميط في الدراسات القرانيه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

 نشأ منهج التنميط   Typologyابتداء فى کنف الکتاب المقدس باعتباره أحد مناهج التفسير، وقد تمت الاستفادة منه - فيما بعد- فى مجالات العلوم الإنسانية المختلفة کعلم الاجتماع وعلم النفس والنقد الأدبي وبالرغم من الاختلافات الجوهرية بين طبيعة الکتاب المقدس والقرآن الکريم، فقد استخدم منهج  التنميط فى بعض الدراسات القرآنية.  ويهدف البحث إلى عرض منهج التنميط أو (التيبولوجيا) ومناقشة تطبيقاته فى الدراسات القرآنية، ترجع الجذور الأولى لمنهج التنميط فى التفسير إلى بعض الإشارات التى وردت فى رسائل بولس الرسول ( توفى حوالى 67م )، حيث جعل من بعض شخصيات العهد القديم وأحداثه نموذجا أو مثالا لشخصية المسيح عليه السلام، فآدم عليه السلام قبل الوقوع فى الخطية فى العهد القديم هو نمط أو طراز للمسيح عليه السلام ، يقول بولس فى رسالته إلى أهل رومية "لکِنْ قَدْ مَلَکَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِکَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي".
ويفسر بولس عمود السحاب الذى أظل بنى إسرائيل فى الخروج، والذى ورد فى هذا النص من العهد القديم : " وَکَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِکَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلا لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ." ، يفسر بولس عمود السحاب بأنه - المسيح عليه السلام - ، يقول بولس فى رسالته الأولى إلى أهل کورنثوس : " فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ کَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمْ أَکَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ کَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ کَانَتِ الْمَسِيحَ، لکِنْ بِأَکْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ، وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا
 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية