الوقوف والابتداء في القران الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کليه الاداب ، جامعه حلوان

المستخلص

لئن کان الوقوف على لفظةٍ ما أو وصلها بما بعدها من ضوابط المعنى في الکلام عامة فإنه في القرآن الکريم خاصةً يُعد من أدوات القارئ التي لا يسعه مجاوزتها ، "إذ إنه حلية التلاوة ، وزينة القارئ ، وبلاغ التالي ، وفهم للمستمع ، وفخر للعالم ، بل به يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين ، والنقيضين المتباينين ، والحکمين المتغايرين ، فبعلم الوقف والابتداء يتحقق فهم کلام الله تعالى حيث لا يدرک معناه إلا بذلک ، فمن لم يهتم به فقد يقف قبل تمام المعنى ، ولا يصل ما وقف عليه بما بعده حتى ينتهي إلى ما يصح أن يقف عنده ، فحينئذ لا يفهم القارئ نفسه ما يقرأ ، وربما يفهم خلاف المراد من کلام الله تعالى إذا وقف على غير موطن الوقف ؛ إذ إن المعنى يتغير تبعًا لموطن الوقف في الکلام" ، "ومعلوم أن توقيت ابتداء الجمل ونهايتها ، وتوقيت حدوث الوقفات أثناء الکلام يرتبط أوثق ارتباط بعمليتي الشهيق والزفير ، حيث يقوم المتکلم بسحب کمية من الهواء إلى داخل رئتيه أثناء هذه الوقفات ؛ ليتسنى له تعويض هواء الزفير ، وتوفير تيار الهواء المضغوط اللازم لإصدار الکلام" ، وهذا الوقف الصادر عن عمليتي الشهيق والزفير ليس هو المقصود بالدراسة الدلالية للوقف والابتداء ، بل المقصود هو الوقف الذي يختاره القارئ قاصدًا من وراء اختياره توضيح دلالات بعينها وقد أکون مصيبًا إن قلت إن اختيار الوقف على سبيل اللزوم هو مظهر من مظاهر العدول ؛ لأن الکلام في لغة العرب عامة ولغة القرآن خاصة يُبنى على الوصل أصلاً ، والوقف الذي يلزم هو الفرع الذي يعد عدولاً ، يقول الدکتور إبراهيم أنيس : "لا نغالي حين نقرر أن اللغة العربية لغة الوصل ، ففيها من أدوات الربط ما لا نکاد نراه في غيرها" ، وفي القرآن الکريم ما يُسمى الوقف اللازم ، وذلک في مواضع لا يجوز فيها الوصل ، ولو وُصِل النص فيها لفسد المعنى ، وبالنظر إلى تلک المواضع يتبين أثر الوقف والابتداء في حبک النص .
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية