المعنى الوظيفِي وارتباطه بقصد المُتَکلِّم في التَّراکيب النَّحويَّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب – جامعة حلوان

المستخلص

     لقد عَرفَ الباحثون - سواء أکان ذلک في القديم أم في الحديث - أهمية المقاصد في الخطاب, باعتبار أنَّها لبُّ العمليَّة التَّواصلية؛ بيد أنَّ هذا التَّواصلَ مشروطٌ بالقصديَّة Intentionality وإرادة المتکلِّم speaker volition, ومعنى ذلک "أنَّ المنطوقَ به لا يکونُ کلامًا حقًّا حتَّى تحصل من النَّاطق إرادة توجيه إلى غيره"([1]), ومِن ثَمَّ فإنَّ قصدَ المتکلِّمِ([2]) لا يتحدَّدُ إلا من خلال السَّياق بعناصره الکثيرة؛ ولذا يغدو لزامًا أنْ يُلازمَ القصد Intention فِعل القول (التَّلفظ) Locutionary act؛ لأنَّه يعتبر رکيزة أساسية في الخطاب, ولا تخلو العلاقة بينهما من أمرين هما: أن تکون بينهما علاقة مباشرة مثل علاقة اللازم والملزوم أو لا تتوفر تلک العلاقة, فـالـسِّـيـاق هــو الـــرَّابـــط بـيـن الـمـلفــوظ والــقــصــد, وبــالتَّالـي فـإنَّ الـقـصــد الـتَّـداولـــي - المعنى الوظيفي - قد يتعدَّد بتعدُّد السِّياق([3]) أو اختلاف التَّراکيب
     وقد أشار أبو هلال العسکري (ت395هـ) إلى ارتباط معنى الکلام أو غرضه بالقصد الذي أراده المُتَکلِّمُ إذ يقول: "المعنى القصدُ الذي يقعُ به القول على وجهٍ دون وجه ... والکلام لا يترتَّب في الإخبار والاستخبار وغير ذلک إلا بالقصد ... والغرض هو المقصود بالقول أو الفعل ..."([1])؛ ولذا نجد عبد القاهر الجرجاني (ت471هـ) ينصُّ على أنَّ المعنى هو القصدُ أو الإرادةُ بقوله: "معْنى «القَصدِ إِلى معاني الکَلِم»، أنْ تُعْلِمَ السَّامِعَ بها شيئًا لا يَعْلَمُه. ومعلومٌ أنَّکَ، أيُّها المتکلِّمُ، لستَ تقصدُ أن تُعلمَ السَّامع الکَلِم المفردةِ التي تکلُمُه بها فلا تقولُ: «خرجَ زيدٌ»، لِتُعْلِمَه معنى «خرَج» في اللغةَ ...".([2])

 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية