أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب الإسکندرية ومقرر لجنة تاريخ الطب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

السيرة التي نختصرها في هذه المقالة للراحل الکريم الأستاذ الدکتور مصطفى شحاتة ... عذب الروح .. حلو الحديث  ، حياته مليئة بما يستحق أن يسجل للأجيال ، فقد کان في شبابه بل منذ صباه من أزکى أقرانه في المدارس الابتدائية والثانوية ، وفي کلية طب الإسکندرية ، ولم يتعثر في دراسته ، وأرادات الظروف أن تملأ حياته بما يدعو إلى التأمل والتدبر والاعتبار ، فالحياة تقسو عليه في خر صباه وأول شبابه ، فيفقد أباه ، ثم تتابع عليه الخطوب والحوادث الکثيرة ، منها ما يحزن ، ومنها ما يسر ، ولکن أية حزن فلا يخرجه الحزن عن طوره ، ولا يخرجه السرور عن طوره أيضاً ، لأنه معتدل ، ويتجه إلى الوسطية في کل أمور حياته بخيرها وشرها ، ولابد من قبول أحوال الحياة کما تکون
ولعل الواقع الجميل أنه عندما أصبح من طلاب الإسکندرية فتتابعت عليه ـلوان النجاح في الدراسة ، مما حفزه إلى الدرس والتحصيل ... فقد کان أول دفعته ، وقضى الله U  أن يکون النجاح عن يمين وشمال ، وما أکثر ما وفق في جراحات الأنف والأذن والحنجرة ، وأتقن هذا الفن بالتجربة والقراءة والجمع بين العلم والعمل ، ولم يکتف مصطفى شحاته بمجال التخصص ، وإنما عشق الکتابة والتأليف في تاريخ الطب ، وتعتبر شهرته بهذه  الهواية إلى دول العالم العربية قاطبة وإلى الولايات المتحدة الأمريکية وإنجلترا وفرنسا واليابان وإسبانيا، وقد دعي لإلقاء محاضرات في تاريخ الطب على مر العصور ، وفي تاريخ التخصص ، ولذا کان کثير القراءة لا في العلم وحده ، ولکن في الأدب أيضاً، کما کان الکثير في الوقوف لتأمل الأيام الجميلة من الماضي ، وما صادفه فيها من ساعات باسمة مشرقة ، حتى عرف على وجه اليقين أن حياة المرء کالحياة نفسها على ظهر الأرض ، فکما يتعاقب الليل والنهار بالظلمة والنور ... تتعاقب حياة الإنسان بفترات الشباب والرجولة والکهولة تتخللها درجات الإيمان والصبر والاحتمال بحيث لا يستسلم الإنسان للعقبات والعراقيل ، وإنما يحاول دائماً أن يسعد بالرضا والقناعة بما أتيح له من نعمة وسعادة حقة ، وأن يتقبل الحياة حلوها ومرها على السواء .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية