خصائص البيئة السکنية في حي السلامة وحي غليل بمدينة جدة وعلاقتها بالخصائص الاجتماعية والاقتصادية للسکان

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملک عبدالعزيز

المستخلص

يُکون المسکن والبيئة السکنية التي تحيط به الإطار المادي الذي يشبع فيه الإنسان أکثر احتياجاته ويقضي فيه معظم أوقاته، فالمسکن مأوى، ورمز للخصوصية أو المکانة والتمايز فهو يعکس إلى حد بعيد ليس فقط شخصية قاطنيه وشخصية المجتمع الذي يوجد فيه، بل أيضا مستواهم الاقتصادي والاجتماعي.
المسکن بمفهومه الحديث، قالب مادي للتفاعل الإنساني وتتوقف طبيعة هذا التفاعل إلى حد کبير على تشکيلات هذا الإطار، بما يتضمنه من مباني، وفراغات، ومرافق، وخدمات  وشوارع، وحدائق، وساحات وأماکن للتسلية، وأسواق، وما يتيحه من علاقات اجتماعية وما يحتويه من نماذج بشرية ذات خلفيات ثقافية متعددة. فبقدر ما يؤثر الأفراد والجماعات على محيطهم السکني، يؤثر الإطار المادي على سلوک وتصرفات وشخصيات الذين يشغلونه .
إن توفير المسکن الصحي الملائم والمحيط السکني المدروس، صحيا واجتماعيا واقتصاديا لفئات مختلفة من الأفراد، تمکنهم من إشباع احتياجاتهم الأساسية لکي يؤدوا أدوارهم المختلفة بنجاح، حيث يستطيعون النمو سوياً، وينتجون إنتاجا ناجحاً، ويساهمون کل في موقعه في تقدم ورقي مجتمعهم (الصنيع،1987م:179).
قد ارتبط سوء الأحوال السکنية بتفشي الکثير من المشاکل الاقتصادية والاجتماعية وربما يکون أسوأ التأثيرات للإسکان الرديء في مدينة ما هو إفساد الأخلاق والمعنويات وما ينتج عنه انخفاض قوة الإنتاج لنسبة کبيرة من سکانه (Bacon.A,1958,p7).
وتتمثل أهم خطورة لمشکلة الإسکان في الأجزاء الشديدة الازدحام من المدينة والتي تعرف باسم "الأحياء العشوائية" وتعاني العديد من الدول، لاسيما النامية منها من مشکلة السکن العشوائي والذي يفتقد بذلک أن يکون مصدراً لراحة الإنسان وملبياً لحاجاته. 
لقد واجهت المملکة العربية السعودية المشکلة ذاتها التي واجهتها الدول النامية في مجال الإسکان، وتحديدا مشکلة توفير المأوى الملائم للإنسان في حدود إمکانياته، فما شهدته المملکة  من تزايد مستمر في الطلب على المساکن، خاصة في المدن الرئيسة، نتيجة عدة

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية