صورة الثائر والمتمرد في کتب التراث الشعبي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 غير ذلک

2 أستاذ التاريخ الإسلامى المساعد کلية الآداب- جامعة طنطا

المستخلص

تناولت بعض المصادر التاريخية هبات الزعر والحرافيش من منظور طبقي ضيق باعتبارهم أوباشاً غوغاء لا وزن لهم ، بل اعتبروها مجرد أعمال سلب ونهب وترويع للآمنين من مختلف الطبقات وإزعاج السلطات الحاکمة، فقد کانت انتفاضة الحرافيش أعمالاً غوغائية مضطربة تخيف السلطات لکنها کانت في بعض الأحيان لم تغير من الأمر شيئاً ، بل کثيراً ما کان المماليک يستغلونها محرضين لها لتحقيق أهدافهم الشخصية( ) .
ويبدو أن هذه الهبات لم تصل إلى حد الثورات المنظمة ذات الأهداف المحددة ، ويرجع ذلک إلى أنه لم يکن في أذهانهم فکر سياسي محدد ، ويمکن إرجاع هذه الثورات أو الهبات الشعبية إلى المظالم المختلفة التي اقترن بها حکم المماليک ، ويکمن السبب الحقيقي فى الوضع الاجتماعي الذي انحدرت إليه الطبقات الدنيا في ظل المجتمع الإقطاعي الذي تضمن کل أنواع العسف والقهر لهذه الطبقات، وترجع الأسباب المباشرة إلى کثرة الغلاء والقحط الذي کثيرا ما تتعرض له هذه الطبقات الفقيرة الکادحة( ) .
ومن الأسباب المباشرة لثورات العياق والشطار تعدي المماليک علي عامة الشعب وإعداد الحملات واغتصاب الطواحين مما يسبب الغلاء وکثرة تغيير العملة والتلاعب بمعاييرها وأوزانها وأسعارها، الأمر الذى حقق النفع للحاکم والضرر الکبير لعامة الشعب، کما کان کثرة فرض المکوس( ) والضرائب بسبب وبدون سبب خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية واحداً من أهم أسباب ثوراتهم، حتى أن ثوراتهم کانت تعرف بثورات الجياع ( ).
ومن أسباب ثورتهم أيضًا أنها رد فعل عن حرمانهم من المشارکة في الحياة السياسية واتخاذ القرار ، وعدم وجود مصادر رزق ثابتة التى تضمن لهم طوق النجاة من الأزمات الاقتصادية والغلاء ، فلم تکن هذه الثورات مجرد أفعال غوغائية حمقاء فوضوية ، بل کانت أعمال عنف وإن لم تصل إلى حد الثورة المنظمة بالمعنى المعروف ، بل کانت تعکس قيود النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتمييز الطبقي السائد في الدولة، فقد کان ارتفاع الأسعار وقلة الخبز سبباً کافياً لقيام عصابات الزعر بالثورات العلنية ضد الدولة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية