الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فقد أمر الله تعالى باتباع سبيل المؤمنين، من السابقين الأولين، ومن اتبعهم بإحسان، فقال تعالى:(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِوَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)[التوبة: 100]، ولذلک اعتبر الأئمة هذا الأصل مصدرا من مصادر التشريع، وحشدوا الأدلة الکثيرة في بيان حجته، وفرعوا عنه مسائل عديدة، تنوعت فيها آراؤهم، وتعددت تجاهها أنظارهم، فأردت في هذا البحث جمع الأدلة من القرآن الکريم على حجية الإجماع، وما يشتمله من مسائل؛ فإن القرآن هو أصل الأدلة، ولا بد من إرجاعها إليه، وقد جمع الله تعالى في کتابه کل ما يحتاج إليه من علوم الدين إما تفصيلا أو تأصيلا کما قال سبحانه : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْکَ الْکِتَابَ تِبْيَانًا لِّکُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) [النحل : 89] ؛ لذلک لما بين النبي صلى الله عليه وسلم ما للخيل من أجر ووزر ، ثم سُئل عن الحُمُر، فقال : ( ما أنزل الله فيها شيئًا إلا هذه الآية الفاذة الجامعة : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [الزلزلة : 7 ، 8 ] ) ، إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى الاستدلال بتأصيل القرآن على وزان تفصيله.
علي, فخرالدين الزبير. (2019). دراسة تأصيلية للآيات المستدل بها في باب الإجماع. مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 30(116), 745-781. doi: 10.21608/sjam.2019.146610
MLA
فخرالدين الزبير علي. "دراسة تأصيلية للآيات المستدل بها في باب الإجماع". مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 30, 116, 2019, 745-781. doi: 10.21608/sjam.2019.146610
HARVARD
علي, فخرالدين الزبير. (2019). 'دراسة تأصيلية للآيات المستدل بها في باب الإجماع', مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 30(116), pp. 745-781. doi: 10.21608/sjam.2019.146610
VANCOUVER
علي, فخرالدين الزبير. دراسة تأصيلية للآيات المستدل بها في باب الإجماع. مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية, 2019; 30(116): 745-781. doi: 10.21608/sjam.2019.146610