عَبْدُ اللهِ الغَذَّامِي بَينَ أَغْلِفَةِ الحَدَاثَةِ وَمُتُونِ السَّلَفِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية دار العلوم , قسم النحو والصرف والعروض

المستخلص

لقد تَرَدَّدَ مصطلح (النقد الثقافي) في مرحلة (ما بعد الحَدَاثَة)، ويسعى هذا البحث للوقوف على أُسُس فِکْر النقد الثقافيّ عند عبد الله مُحَمَّد الغَذَّامِي بين أغلفة الحَدَاثَة ومُتُون السَّلَف ؛ فقد أثارت کتابات ذلک الناقد السُّعُودِيّ, وعلى وجه التحديد منذ ظهور کتابه (النقد الثقافيّ ؛ قراءة في الأنساق الثقافيَّة العربية) کثيرًا من التساؤلات , الأمر الذي أحدث ضَجَّةً , أَدَّتْ إلى تَکْرَار مُسَمَّى (النقد الثقافىّ) , فضلاً عن اسم (الغَذَّامِىّ) رائد المشروع , وجعلهما مرادفًا للحداثة المستنيرة في مجال النقد العربيّ , في مقابل النهج السَّلَفِيّ الماضوي المُتَمَثِّل في (النقد الأدبيّ) وأنصاره .
إِنَّ الغَذَّامِي حَفَرَ في المتن الثقافيّ ؛ ابتغاءَ تفکيک سُلْطَة هذه الثقافة الذُّکُورِيَّة/الفُحُولِيَّة وشَرْحَها ؛ فقد اهْتَمَّ بنقد الأنساق الثقافيَّة المُضْمَرَة في الخطاب الثقافيّ ، ثُمَّ حَاصَرَ مَظَاهِر الاستبداد والرجعيَّة فيها ، وبعد ذلک قام بتذويب (الشَّحْم الثقافيّ) الذکوريّ ، الذي يَنْخَرُ العلاقات السَّوِيَّة (الاختلاف) بين الرجل والمرأة ، ومِنْ ثَمَّ حَطَّمَ کُلَّ الأصنام الثقافيَّة ، وخَلْخَلَ کُلّ أشکال النَّسَق المُتَسَلِّـط : نسق التفحيل ، ونسق الاستفحال ، وغيرهما من الأنساق المُتَسَلِّطَة .
        وقد جاء البحثُ في تمهيدٍ وأربعة مباحث وخاتمة ، واشتمل التمهيد على مَفْهُوم الثَّقَافَة ،والدراسات الثقافيَّة ، ونشأة النقد الثقافي .
        وتناول المَبْحَثُ الأَوَّل : بَلْوَرَة مُصْطَلَح النَّقْد الثَّقَافِي فِي فِکْر الغَذَّامِي (الماتروشکا الغَذَّامِيَّة) ، ورَصَدَ المَبْحَثُ الثَّانِي : النَّقْد الثَّقَافِيّ وَالنَّقْد العَرَبِيّ الحَدِيث ، وعرض المَبْحَثُ الثَّالِثُ : نَقْدُ الغَذَّامِيّ لِمُتُونِ السَّلَفِ ، وطَرَحَ المَبْحَثُ الرَّابِعُ : مَآخِذ عَلَى الغَذَّامِيِّ . 
    وأثبت البَحْثُ أَنَّ الغَذَّامِي يُنَاقِضُ نَفْسَهُ في کثير من الأحيان ، ويُخْطِئُ في فهم کثير من الجُمَل ، ويَلْوِي عُنُقَ النَّصِّ لِيُثْبِتَ به مُرَادَهُ ، ظَهَرَ ذَلِکَ فِي تحليله لشعر أبي تَمَّام ، والمتنبي ، ونِزَار قَبَّانِي ، وغيرهم . 
إنَّهُ يَتَعَامَلُ مع المجاز تعامُلُه مع الحَقِيقِيّ , وتلک مُعْضِلَةٌ في مشروعه النقديّ , تضاف إلى کُرْهِهِ لِمَنْطِقِ الشعر الذي يستعلي على النقد من منظور ظاهريّ أحاديّ سَطْحِيّ .
        وَقَدْ اتَّبَعْتُ المنهج التاريخي ، والمنهج الثقافي ؛ حيث أقومُ بتحليل الأفکار وبيان الخلفيات الفکريَّة والإيديولوجيَّة المُؤَثِّرَة في فکر الغَذَّامِيّ .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية