رعاية الموهبة في ضوء آيات الذکر الحکيم مدارس الأقليات فى الدولة العثمانية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ، کلية الشريعة والدراسات الإسلامية

المستخلص

منحت الدولة العثمانية اهتماماً بالغاً برعاياها من غير المسلمين وبصفة خاصة النصارى واليهود، وکان المبدأ الذى انطلقت منه هو دين الإسلام الذى فرض على الدولة الإسلامية رعاية مصالح کل من يندرج تحت لوائها، ولهذا فقد حصل غير المسلمين من أبناء الطوائف على مدى واسع من الحرية التى ضمنت لهم ممارسة شعائرهم الدينية، بالإضافة إلى حماية أرواحهم وممتلکاتهم التى کانت مسئولة عنها، وکانت حياة هؤلاء من غير المسلمين أفضل کثيراً مما لو کانوا يعيشون مع أبناء جلدتهم، لأنه من المعروف أن بعض الطوائف کانت تضطهد الأخرى وتاريخ أوروبا حافل بالکثير من أحداث الحروب والاضطهاد التى قامت على أساس دينى. 
وکان هذا الاهتمام بالطوائف غير المسلمة واضحاً جلياً فى ظل الدولة العثمانية والتى شهدت تنوعاً دينياً ومن مختلف الأعراق تميز بالعيش المشترک والتداخل فيما بينهم، کما حظى رجال الدين من الطوائف غير المسلمة باعتراف السلطات العثمانية بهم، وحصلوا على امتيازات خاصة واستعانت بهم فى إدارة شئون طوائفهم بشکل مستقل، وأصبح هؤلاء يتمتعون بالمراتب الوظيفية وکانوا هم همزة الوصل بين السلطة وأهل الطائفة، ولم يتدخل العثمانيون فى إقامتهم لشعائرهم، وکانت الدوائر العثمانية ملجأ للحرية الدينية. 
وکان التعليم فى الدولة العثمانية للطوائف غير المسلمة يعکس هذا الاتجاه للحرية الدينية وتوفير مدارس خاصة بهذه الأقليات الدينية غير المسلمة، فکان من حق کل طائفة دينية افتتاحها واختيار المناهج الدراسية الخاصة بها والمعلمين وإدارتها والإنفاق عليها على أن تکون هذه المدارس تحت ملاحظة مجالس المعارف الخاصة بکل منطقة جغرافية
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية