أثر مراعاة المخاطب في التوجيه النحوي عند سيبويه: دراسة تداولية .

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 کلية دار العلوم , قسم النحو والصرف والعروض

2 کلية الآداب- جامعة المنوفية

المستخلص

ونريد أن نکشف الستار عن جانب جديد من جوانب البحث النحوي لدى سيبويه، وهو الجانب التداولي الذي يعنى بدراسة اللغة في علاقتها بمستعمليها المتحدثين بها، والمستقبلين لها، وعلاقتها بظروف استخدامها الزمانية والمکانية، والاجتماعية والنفسية لقد أکد علماء التداولية المعاصرون أهمية دراسة العلاقة بين المتکلم والمخاطب والسياق في التحليل النصي، وتحدثوا في إطار ذلک عن قصد المتکلم، والغرض من الخطاب، وأهمية التمييز بين المعنى المراد والمعنى الحرفي، کما تناولوا مبدأ التعاون بين طرفي الخطاب، والتأدب في التعبير، وملاءمة الکلام لظروف المخاطب وقد زعم بعض الباحثين أن هذه النظريات والآراء من ابتکار الغرب، وأن العرب ليس لهم نصيب منها، کما ادعى بعضهم أن النحو العربي کان نحوًا معياريًا تجريديًا منفصلًا عن الواقع اللغوي، مع أن البحث المتأني العميق يثبت عکس ذلک -وهو أن العرب کانت لهم عناية وافية بالخطاب وأرکانه الأساسية: المتکلم، والمخاطب، والسياق، وهذا واضح لمن يتمعن جهود المفسرين والبلاغيين والنحاة والأصوليين ومن المقولات الأساسية في البلاغة العربية أن «لکل مقام مقالًا»، وقيل في تعريفها: «إنها مطابقة الکلام لمقتضى الحال مع فصاحته» وأفاض علماؤنا القدامى في الحديث عن قصد المتکلم وأغراض الخطاب، ومراعاة حال المخاطب، وأثر السياق في جلاء المعاني، والمناسبة بصورها المختلفة، وميزوا بين الأسلوبين الخبري والإنشائي بما يشبه إلى حد کبير صنيع علماء التداولية اليوم

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية