الصراع بين قوى الاصلاح والسلطان عبد الحميد الثاني في رواية " الموت في الطائف:Taif’te ölüm " للأديب حفظي طوبوز

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب – جامعة حلوان

المستخلص

    أدى تدهور حال الدولة العثمانية وفقدان هيبتها وبعض أراضيها إلى البحث عن حلول لهذا الوضع المتأزم رغبة فى العودة إلى عصور الرقي والهيبة. وانشغل بهذا الأمر کل من السلطة الحاکمة المتمثلة فى السلطان ورجال الدولة، وأيضًا المثقفون. لکن جميع المحاولات لم تمنع الدولة وتوقفها من حالة الانهيار التي تتسارع وتيرتها يومًا بعد يوم. وقد تناول الکاتب "حفظى طوبوز"([1]) انشغال مثقفي الدولة باعمال الاصلاح التى تهدف إلى عودة الدولة إلى سابق عهدها من قوة وهيبة. لکن هؤلاء المثقفون، الباحثون عن اصلاح الوضع، يواجهون صعوبات جمة من قبل السلطة الحاکمة تفضي بحبس البعض ونفي البعض الآخر واختلفت الرؤى الاصلاحية بين المثقفين والسلطان عبدالحميد الثاني( 1293ه – 1327ه/ 1876م – 1909م) ورجال الدولة، ففي الوقت الذى يؤمن فيه السلطان بضرورة الاصلاح وفقًا لثقافة وهوية وحاجات المجتمع العثماني، أى أخذ ما هو نافع ومفيد فقط ، نجد أن جماعات الاصلاح تؤمن بالتغيير الجزري لکل شئ فى المجتمع من نظام حکم وقوانين وتشريعات وفقًا للنمط الأوروبي دون مراعاة أى خصوصية للمجتمع الترکي العثماني.
     وتناول الکاتب "حفظى طوبوز" هذا الصراع فى روايته "الموت فى الطائف: Taif’te ölüm". وعلى رأس هؤلاء الاصلاحين "مدحت باشا"([2]) وهو المقصود بعنوان الرواية حيث حاول – وفقًا لرأي الکاتب - السلطان عبد الحميد الثاني التخلص منه وقتله بعدة تدابير بسبب الخلاف بين مدحت باشا ورفاقه مع السلطان والصدر الاعظم المترتب على مساعيهم الإصلاحية التى لم ترق للسلطة الحاکمة.



([1]) _ ولد حفظي طوبوز عام 1342ه/ 1923م في مدينة اسطنبول. أنهى تعليمه الثانوي بمدرسة غلطه سراي عام1361ه/ 1942م، وتخرج من کلية الحقوق جامعة اسطنبول. وفي الفترة بين 1367ه – 1378ه/ 1947م – 1958م عمل في جريدة المساء کمراسل ثم رئيسًا للمراسلين، ومديرًا للتحرير، ومديرًا للاذاعة العامة. وشغل منصب رئيس نقابة الصحفيين باسطنبول. حصل على درجة الماجستير في تخصص الصحافة والقانون الدولي من جامعة سطرسبورج فيما بين أعوام 1377ه – 1379ه/ 1957م – 1959م، وحصل أيضًا على درجة الدکتوراة في الصحافة من کلية الحقوق جامعة سطرسبورج عام 1380ه/ 1960م.
- Hıfzı Topuz,Taif’te ölüm,9.Basım,Remzi Kitabevi,İstanbul 1999, kapak sayfası.
- عمل خبير تدريب في الصحافة وتطوير وسائل الإعلام في المرکز العام باليونسکو في باريس( 1379ه – 1404ه/ 1959م – 1983م)، ونظم حلقات علمية في تدريس الصحافة، في الدول الإفريقية والهند والفلبين.
-https:www.dr.com. tr/ yazar/ hifzi Topuz/s= 262345
- بدأ حفظي طوبوز مهنة الصحافة عام 1367ه/ 1947م في جريدة المساء. أخذ مکانه بين مؤسسي نقابة الصحفيين باسطنبول. درس الإعلام الدولي والإعلام السياسي في جامعة غلطة سراي، وجامعة الأناضول، وجامعة اسطنبول.
-https:www.remzi.com.tr/yazar/hifzi- topuz
- صدر لحفظي طوبوز عشرون کتابًا في موضوعات مختلفة. ومن أعماله: تاريخ الصحافة الترکية، ثلاثة أيام من تشمليجه، بالتأکيد سيحل الصباح، سنوات الثورة، مياله، السنوات الدامية لشانلي، غازي وفکريه، عبد المجيد، رصاصة للحرية، الذکريات المضحکة...
-https:www.idefix.com/yazar/hifzi- topuz/s=262345
- نال حفظي طوبوز العديد من الجوائز منها:
- جائزة حرية الصحافة لجمعية الصحفيين الأتراک( 2003م).
- جائزة الدکتوراة الفخرية جامعة عثمان غازي( 2005م).
- الجائزة الشرفية لخدمة الثقافة جامعة الشرق الأوسط للتکنولوجيا ( 2014م).
- جائزة أصدقاء أفريقيا جامعة ايدين( 2016م).
- Hıfzı Topuz, gazi ve fikriye, Remzi kitabevi, 27.Basım, İstanbul 2019, kapak sayfası.


 ([2])_ هو صدر أعظم عثماني. وهو ابن حافظ محمد اشرف افندي.عمل في قلم الديوان الهمايوني بواسطة رئيس الکتاب عاکف باشا. وفي هذا المکان حصل على مخلص مدحت. وفي عام 1256ه/1840م نُقل إلى قلم مراسلات الصدارة العظمى. وفي عام 1258ه/ 1842م ذهب إلى سوريا بوظيفة کاتب محررات الشام. وفي عام 1262ه/ 1846م تواجد في قونية ککاتب ديوان والي قونيه سامي بکير باشا، ثم بعد ذلک تواجد في قسطموني. وفي عام 1264ه/ 1848م عاد إلى اسطنبول. ونال ثقة الصدر الأعظم رشيد باشا. ولما انفصلت أمور کتابة مجلس ولاة أحکام عدلية إلى شقين، الأناضول والروم ايلي، عُين مدحت باشا کاتب ثاني للأناضول.
   وفي عام 1275ه/ 1858م حصل مدحت باشا على إذن بستة أشهر للتوجه إلى أوروبا؛ وزار فيها لندن وباريس وفيينا وبرکسل. وفي عام 1285ه/ 1868م عُين مدحت باشا رئيسًا لشورى الدولة. وبسبب الخلافات التي نشبت بينه وبين الصدر الأعظم عالي باشا، عُين واليًا على بغداد عام 1286ه/ 1869م وأُبعد عن اسطنبول. وفي عام  1289ه/1872م عينه السلطان عبد العزيز صدرًا أعظمًا بعد عزل الصدر الأعظم محمود نديم باشا من منصب الصدارة العظمى. وعُزل بعد شهرين ونصف من وظيفته، وبدأ يسعى لتأسيس إدارة برلمانية( مشروطية). وعُين مدحت باشا وزيرًا للعدلية على إثر مظاهرة طلاب المدارس في اسطنبول.
   وبعدما صار السلطان عبد الحميد الثاني سلطانًا عين مدحت باشا في منصب الصدارة. وعُزل بعد ذلک من الصدارة ونُفي إلى أوروبا عام 1294ه/ 1877م. وبناءً على طلب العفو من السراي، سمح له بالإقامة في جزيرة کريت عام 1295ه/ 1878م. وبعد فترة عُين على ولاية سوريا بتوصية من صفت باشا. وفي عام 1297ه/ 1880م عُين على ولاية آيدين. وحُکم في محکمة ييلديز کمتهم في قتل السلطان عبد العزيز، وحکم عليه بالإعدام. واستبدل السلطان حکم الإعدام بالمؤبد، ونفي  إلى مدينة الطائف في 1308ه/ 28 يوليو 1891م. وقُتل في الطائف.
_ Tercüman gazetesi, Osmanlı Tarihi Ansiklopedisi, İstanbul 1985, s. 286.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية