مستويات التوازي في شعر وضَّاح اليمن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب – جامعة الإسکندرية

المستخلص

ما من شکٍّ أن الإيقاع يمثل جزءا أصيلا ورکنا رکينا من لغة الشعر، وبدونه يفقد القاريء التواصل المأمول مع نصه بطريقة فاعلة ومؤثرة، بل إنه بدون الإيقاع لا يوجد نص شعري يمکن القبول به أو الاطلاع عليه قراءة أو نقدًا .
ومن هذا المنطلق؛ فإن التوازي باعتباره تقنية أسلوبية إيقاعية من أکثر المفاهيم الأسلوبية الألسنية البلاغية شيوعا، وهو من التقنيات التي يعمد إليها الشاعر لرسم صورة إيقاعية تحتفي بالدينامية؛ لتکون معبرة عما يختلج صدره في لحظة من اللحظات الشعورية، وتؤدي إلى تماسک النص وسبکه على المستويين الأفقي والرأسي.
وإذا کان الشعراء الحداثيون هم من تبنوا تلک التقنية في أعمالهم الشعرية؛ فإن ذلک التبني لا يسقطه عن الشعراء القدامى؛ بل إنه يمکننا الذهاب بالقول: إن من الشعراء القدامى من غلبت على ذهنيته حداثة الإيقاع الشعري بما يتضمنه من فکر ولغة شعرية وتقنيات سابقة الزمن.
ويعد الشاعر وضَّاح اليمن من الشعراء الذين زينوا أشعارهم بتقنيات غلب عليها الحداثة عبر تقنية التوازي الظاهر عبر الوزن والقافية، والخفي منها عبر المحسنات القائمة على التکرار الصوتي وکذلک التوازي الترکيبي (التام والجزئي) المتعلق بالجانب النحوي والصرفي وغيرها من الثنائيات المتوازية التي تصب في النهاية في معين الإبداع الإيقاعي عند الشاعر.
ومن ثم؛ فإن للتوازي قيمة فنية کبرى وجمال بيِّن يثري منعطفات النصين: الشعري والنثري في آن بما له من قوة وسلطة تجبر القاريء على الخضوع لمتوالياته النسقية ومنعرجاته التعبيرية بهدف الکشف عما يخفيه النص أو صاحبه في نفسه؛ وتلک القراءات الجديدة هي التي تحافظ على ديمومة النص القديم عبر إحداثيات الأسلوب الجديد.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية