دور المغالطات المنطقية والتفکير الناقد في تشکيل الوعي.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

معيد بکلية الآداب جامعة المنوفية

المستخلص

کان الهدف من هذا البحث هو تبيان أن المغالطات رغم کونها داءً عضالاً، بما تبثه فينا من حجج فاسدة، ومعتقدات باطلة، ودعاوى کاذبة، وإشاعة لأفکار مبيتة منحازة، وآراء ذاتية زائفة، إلَّا أن هذا الفساد والبطلان مرجوٌ علاجه عن طريق التفکير الناقد، شريطة أن نوليه المزيد من الأهمية في حياتنا العلمية والعملية.
للتفکير الناقد عدة تعريفات، لکننا التمسنا تعريفه بطريقة مغايرة، وذلک من خلال الأسماء البديلة التي دأب نفرٌ من المفکرين على وصفه بها، ومنها استبعاد العاطفة، والتحقيق، والتفکير المنظم، والتفکير التأملي، وقد کشف لنا تأملنا للأسماء السابقة عن خطويتين ضروريتين للتفکير الناقد؛ الأولى هي رجاحة العقل؛ فالعقل لابد وأن يکون ناقدًا، وسبيله إلى ذلک تحري الحياد والموضوعية، والانصراف عن تغليب العاطفة على صوت المنطق، ونبذ المحاباة والذاتية، والانصراف عن إقحام الآراء والميول الشخصية. أما الخطوة الثانية فتتمثل في التأني والتأمل قبل إصدار الأحکام أو تصديق الأقاويل، والحرص على ألا نقع في شراک القابلية للاستهواء؛ فلا معرفة مع سرعة التصديق، وإنما تکون بالفحص والتأني والتدقيق؛ ومن الممکن أن يتمرن ويتمرس فکرنا على النظر والتحليل والتقويم والاعتبار، وأن يسلک طريق التفکير الناقد إذا بحث عن الدليل قبل التسليم، وتورع عن قبول الأمور والمسائل التي تجابهه أو تُعرض عليه أو يتعرض لها في خضم حياته على أنها مسلمات، فإذا تأصلت هذه الخطوات لديه، وأصبحت أنماطًا مألوفة في حياته، فإنه حينئذ يکتسب عادات التفکير الناقد.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية