الأبعاد الأخلاقية للبحث العلمي دراسة تحليلية في ضوء نماذج من المواثيق الدولية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة المنوفية

المستخلص

حاولنا في هذا البحث استقراء أبرز المبادئ والضوابط الأخلاقية للبحث العلمي في ضوء نماذج من المواثيق الدولية في هذا الصدد، والتي يمکن أن نعدها بمثابة سلسلة متصلة الحلقات يؤدي السابق منها إلى اللاحق، تعديلاً واستکمالاً وإضافة. وحري بنا في النهاية أن نشير إلى ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻭﻭﺜﻴﻘﺔ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻁﺒﻌﻪ ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻬﻭ ﺒﻔﻁﺭﺘﻪ کائنٌ ﺃﺨﻼﻗﻲ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﺤﺙٌ ﺃﺨﻼﻗﻲ. ﻟﻜﻥ ﻭﻟﺤﻘﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺘﺴﺎﺭﻋﺕ ﺍﻟﻜﺸﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وکثرت، ﻭﺍﻨﺸﻐل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺘﻁﻭﻴﺭ أنساقه الأخلاقية. ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﺃﺼﺒﺢ کائنًا ﻏﻴﺭ ﺃﺨﻼﻗﻲ؛ بل لقد حافظ الإنسان ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻼﻕ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺘﻭﻅﻴﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ المتخصصة، ﺃﻱ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ بالأخلاق التطبيقية Applied Ethics، وهو ما اضطلعت به في عالمنا المعاصر مؤسسات دولية تأتي اليونسکو في مقدمتها، حيث سعت إلى إقرار أکواد أخلاقية في کافة مجالات البحث العلمي، لاسيما تلک التي لها أبعاد تکنولوجية تمس حياة الإنسان وبيئته الطبيعية والاجتماعية. ومع ذلک ما زالت الهوة متسعة بين التنظير والتطبيق، وما زلنا في حاجة إلى إعادة بناء الإنسان ذاته من الداخل عقلاً وضميرًا، الأمر الذي يستلزم مراجعةً جادة لبرامجنا السياسية والاقتصادية والتعليمية، کما يستلزم تضافر الجهود على المستوى الدولي بهدف إفساح المجال للدراسات الإنسانية والرؤى الفلسفية المستقبلية إلى جانب الدراسات والبحوث ذات الأهداف العملية والإنتاجية. وعلى الإجمال، نحن في حاجة إلى إعادة اکتشاف الإنسان في خضم التسارع المحموم نحو السيطرة على الطبيعة وتطوير وسائل الإنتاج.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية