النازية وممارساتها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

لدرجة الدکتورارة بقسم الفلسفة

المستخلص

لقد کانت الممارسات النازية تعبيراً صادقاً لما تبنته الأيديولوجيا النازية من فکر رجعي ولا عقلي، وتم تنفيذ تلک الممارسات استناداً لتصورات فکرية بعينها کانت قد تشکلت منها الثقافة الألمانية، وکانت السوسيولوجيا حاضرة بقوة، ومن خلال الأفکار التي استمدتها النازية منها أسست وفعلت تلک الممارسات الإرهابية والقمعية والاستبدادية ضد الشعوب الأوروبية، بل وضد الألمان أنفسهم کذلک مکنت آلة الدعاية الألمانية والتي تفهمت إلى حد بعيد سيکولوجية الجماهير الألمانية الطامحة في التخلص من الآثار الکارثية لهزيمة الحرب العالمية الأولى، وفشل جمهورية "فايمر" في تقديم حلول سياسية واقتصادية تنتشل الألمان من أزماتهم المتعددة، وعملت آلة الدعاية بقيادة "جوبلز" على نشر کل الأفکار المؤسسة للأيديولوجيا النازية، وعلى رأسها فکرة أو مفهوم "العرق" وما تداخل معه من ممارسات في کافة التقاليد الألمانية الدينية والتعليمية والثقافية والسياسية بل والرياضية أيضاً.
کانت معاداة السامية قد تمثلت في کراهية اليهود ومحاولة إبادتهم في الداخل الألماني وفي کل الأراضي التي خضعت للغزو الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية، وکانت الانثروبولوجيا بمثابة الراعي الرئيسي للممارسات العرقية للأيديولوجيا النازية، فمن خلالها تم تقديم تصورات "عرقية" تميز بين العرق الآري من جهة، والعروق الأخرى الأرقى في القارة الأوروبية وخارجها من جهة أخرى. فکان استخدام وتوظيف مفهوم العرق يهدف لمعاداة السامية التي مثلت أحد الوسائل الدعائية لانتصارات العرق الآري وتدعيم الأيديولوجيا النازية.
لقد کان الحضور الاقتصادي والفکري والسياسي لليهود في ألمانيا خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين يتفوق على کل أدوار تجمعات اليهود في الدول الأوروبية الأخرى، لقد حققوا نجاحات اقتصادية ملحوظة ومن خلال فکر "مارکس" الذي عدته النازية يهودياً تأسست أيديولوجيا معادية للأيديولوجيا النازية، وکان النازيون يعتقدون أن لليهود ولرأسمال اليهود دوراً هاماً في نجاح تأسيس القومية الاشتراکية العلمية البلشفية، کما أنهم رأوي أن الاشتراکية العلمية البلشفية تمثل تهديداً کبيراً وخطيراً للدولة الألمانية، بل ويمتد تهديدها لکل القارة الأوروبية، وقد أيدت تطورات الأحداث وجهة نظر النازية، فبعد نهاية الحرب وهزيمة ألمانيا، بدأت الحرب الباردة بين المعسکر الشرقي بقيادة السوفيت والمعسکر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريکية.
کذلک تم تطويع نتائج العلم أو التغافل عنها عند الحديث عن الأسس التي تستند إليها الأيديولوجيا النازية وعلى رأسها مفهوم العرق.

الكلمات الرئيسية