العرب داخل الخط الأخضر ومحاولة العودة إلى الجذور : دراسة في رواية تشرين للأديب أيمن سکسک

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب ، جامعة طنطا

المستخلص

يمثل الأدب الفلسطيني أحد فروع الأدب العربي المعاصر، وقد أسهم، هذا الأدب، في کل الثورات التي شهدها العالم العربي خلال القرن العشرين، ومنذ خمسينيات القرن العشرين بوجه خاص، يتميز، الأدب الفلسطيني، باختلافات کبيرة في بعض النواحي، خاصة في علاقته بالمکان والزمان، وفي لهجة الخطاب والاتجاهات، وفي انشغاله الخاص بالقضايا السياسية السائدة. ولا زال الجدل، حول تفرد الأدب العربي في إسرائيل وفي المناطق المحتلة، مستمراً. ومع ذلک، من الواضح أن هذا الأدب يحتوي على سمات جديرة بالوقوف عندها. فهو أدب غني ومتعدد، ويظهر في هذا الأدب العناصر الأساسية السائدة في الآداب الأخرى. ولکن يبرز فيه العنصر السياسي الذي فرض تحويل الجمهور المستهدف من أغلبية إلى أقلية تکافح من أجل تميزها. کما يحتوي على الکثير من الأسس الأيديولوجية، وهي الظاهرة الموجودة في أدب الأقليات العرقية والدينية الأخرى في العالم.
ويمکن تقسيم الأدب الفلسطيني إلى ثلاثة فروع هي: الأدب المکتوب داخل إسرائيل، والأدب المکتوب في الضفة الغربية وقطاع غزة، والأدب المکتوب في المنفى، ويعتمد هذا التقسيم على أماکن إقامة الکتاب. ولکن الدراسات، التي أُعدت حول هذا الأدب، تشير إلى فروق واضحة بين الأفرع الثلاثة، وخاصة من ناحية الموضوع، ومصادر التأثير الخارجية على هذا الأدب.
ففي الأدب الذي يکتبه العرب مواطني إسرائيل، يبرز الاهتمام بالمشاکل الداخلية بدءاً من الانقطاع عن الأرض وعن إخوانهم اللاجئين، وبقضايا الهوية، وبالصدع الداخلي بين مکانتهم في إسرائيل وبين مکانتهم في العالم العربي. أما الأدب المکتوب في المناطق المحتلة فيبرز ضياع الوطن والأرض والهوية والأشواق إليها، والصراع المسلح من أجل تحقيق العودة. أما الأدب المکتوب في المنفى فهو يکثر من الحديث عن الذکريات والشوق إلى الوطن الضائع.
وفي أدب عرب إسرائيل من عام 1948 – 1967 کان الأدب بعيداً عن العالم العربي، وبرزت فيه مؤثرات أسلوبية وموضوعية من الأداب العالمية المترجمة إلى العربية والعبرية، ومن الأدب العبري، أما الأدب الفلسطيني في المناطق المحتلة وفي المنفى فقد تأثر، هو الآخر، بالأدب العالمي الأصلي والمترجم إلى العربية.
وتتناول هذه الدراسة الحديث عن الفرع الأول من فروع الأدب الفلسطيني، وهو الأدب المکتوب داخل إسرائيل.
يضم هذا الفرع کلاً من: الأدب المکتوب بالعربية ويمثله أدباء کثر مثل سميح القاسم، وإميل حبيبي، وجمال قعوار، وغيرهم، وکذلک الأدب المکتوب بالعبرية.
حيث إن عدد الأدباء العرب في إسرائيل، الذين يکتبون بالعبرية، آخذ في التزايد. فيمکن أن نحصي الآن أحد عشر أديباً فلسطينياً يکتبون باللغة العبرية وهم: أنطون شماس، ونعيم عرايدي، وسيد قشوع، وعطا الله منصور، ونواف عتامنة، وجريس تنوس، ومحمد غنايم، وأسامة أبو جوش، وسلمان ناطور، وأيمن سکسک، وعودة بشارات.
وتقوم هذه الدراسة على دراسة أحد الأعمال الأدبية المکتوبة باللغة العبرية، وهي رواية "تشرين" للأديب أيمن سکسک.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية