نظم التعليم فى بلاد المغرب أصولها وتأثيراتها الأندلسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب – جامعة الزقازيق

المستخلص

التعليم هو الصناعة الأولى والأهم لأى دولة تستهدف تعبئة وتوجيه الطاقات البشرية من أجل النهوض والرقى والتقدم لمجتمعها ومما لا شک فيه أن النظام التعليمي بالمغرب قطع عدة أشواط على درب بناء مدرسة تستجيب للحاجيات والطلبات المتزايدة على التعليم، وإذا کانت المبادئ الأربع قد شکلت ولزمن طويل بوصلة تقييم نجاح هذا النظام وأرضية لنقد إنجازاته، فقد أضحى الميثاق اليوم بمثابة المرجعية للقيام بتلک المهام اعتباراً لکونه يمثل أخر البرامج الإصلاحية المقترحة للتعليم.
إن نظم التعليم فى بلاد المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط  کما رسمته هذه الدراسة -  لم تکن مجرد رصيد معرفى يلقن للمتعلم وإنما کان عبارة عن اتجاه, وفلسفة وسياسة متبعة خصوصاً عندما ارتبط أکثر بالمدارس على حساب الرحلة العلمية, وبذلک أصبحت المدرسة النظامية الوسيطية تتحکم فى سوسيولوجيا الأطر التى تخرجها باعتبارها إفراز لوضع اجتماعى, وقانونى, وسياسى لتحدد بذلک علاقة خريجيها بالمجتمع والدولة والنظام التعليمى ذاته, هذا الأخير الذى لم يکن بمحيد عن المجتمع والسياسة بل تأثر سلباً وإيجاباً بتحولات العصر الوسيط, مما جعل التعليم يساهم فى الحراک الاجتماعى آنذاک.
وقد ارتبطت نظم التعليم فى بلاد المغرب منذ الفتوحات الإسلامية إلى يومنا هذا بالمدارس القرآنية أو التعليم الإسلامي أو التعليم الأصيل، وقد قامت هذه الدراسة بتلقين العلوم النقلية کالعلوم الشرعية والعلوم اللغوية والمعارف الأدبية عن العلوم العقلية والکونية، وقد ساهمت هذه المدارس فى نشر الدين الإسلامي والتعريف به في کل أنحاء بلاد المغرب.
ويشير مفهوم النظم التعليمية لبلد من البلدان إلى الإطار العام للتعليم وفلسفته وأهدافه وتنظيمها المؤسساتى والإداري على ضوء قيمه الدينية والاجتماعية وأرثه الحضارى والتاريخى وثرواته المادية والبشرية، وفى إطار تفاعل إيجابى مع هذه العناصر مجتمعة مع الرؤية فى النظم التعليمية، لأن الأنظمة التعليمية محکومة بالتطور لأنها موجهة لمجتمعات دائمة التحول والنمو وذلک فنجد فى الدول المتقدمة الناجحة فى نظمها التعليمية أنها مرنة ومنفتحة على التطور تعد العدة للمستجدات فتأخذ بعين الاعتبار المراحل التى يمر منها المجتمع وحاجيات کل مرحلة عکس الأنظمة التعليمية فى المجتمعات النامية التى تحکمها أنظمة استبدادية تستثمر فى الجهل وتفتقد الرؤية المستقبلية فى بناء السياسة التعليمية وذلک تبقى نظمها منغلقة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية