الحملات الحربية المصرية لتأمين الحدود الشمالية الشرقية منذ عصر بداية الأسرات إلى نهاية عصر الدولة الوسطى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ والحضارة ــ کلية اللغة العربية بأسيوط - جامعة الأزهر

المستخلص

کان البدو الآسيويون مصدر قلق دائم للأمن الداخلي المصري ، کما کانت شبه جزيرة سيناء هي طريق العبور إلى آسيا ، وذات أهمية کبيرة للاقتصاد المصري ؛ لغناها بمناجم الفيروز والنحاس؛ ولذلک کانت مطمعاً مستمراً لهؤلاء البدو ، فکان لزاماً على الملوک المصريين تأمين بعثاتهم  التعدينية فيها ، وتأمين حدود بلادهم الشمالية الشرقية ضد هجماتهم ، ومنعهم من دخول الأراضي المصرية ، فجردوا العديد من الحملات الحربية منذ بداية عصورهم التاريخية ؛ لتأديب القبائل المرتحلة حول هذه الحدود ، وتأمين طرق التجارة والمواصلات مع البلاد الخارجية ، وتشير الدلائل الأثرية والنصية – سواء کانت مناظر أو نقوش - إلى الجهود الحربية للملوک المصريين لتأمين الحدود الشمالية الشرقية منذ عصر بداية الأسرات إلى نهاية عصر الدولة الوسطى ، والتي استطاعوا من خلالها مجابهة الخطر القادم من الشرق ، والوقوف في وجه الهجرات الآسيوية التي توافدت إلى مصر من حين لآخر ، والتي انتشرت أعداد کبيرة منها – في فترات ضعف الحکومة المرکزية المصرية - في شبه جزيرة سيناء ومنطقة شرق الدلتا ، ولم تقتصر جهودهم على إرسال هذه الحملات الحربية التي استطاعوا من خلالها طرد هؤلاء الآسيويين ، وتأمين الحدود ، وبعثات التعدين في سيناء ، وإنما قاموا – أيضاً – بإنشاء الحصون والأسوار والاستحکامات ؛ لکي تکون ملجأً وملاذاً لهذه البعثات ، وخطوط دفاعية لحماية الحدود ، ومراقبة هؤلاء البدو ، وصد هجماتهم ، والتحکم في بوابات العبور إلى داخل وخارج الأراضي المصرية ، کما استطاع ملوک الدولة الوسطى من خلال حملاتهم الحربية السيطرة على الدويلات والمدن في بلاد الشام ، خاصة المراکز التجارية ، مما أدى إلى امتداد النفوذ المصري في آسيا حتى سوريا ولبنان ، والإشراف على المدن الرئيسة هناک ، وقبض مصر بقوة على طرق التجارة الرئيسة عبر حدودها ، وانتشار الهدوء والسکينة على هذه الحدود ، واحترام الآسيويين للقوة المصرية ، وتغلل النفوذ الثقافي المصري إلى قلب بلدان غرب آسيا .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية