مَوْقِفُ الْأمراءِ وَالْمَشَايِخِ في الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيةِ مِنْ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الْأوْلَى.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة الملک عبد العزيز-المملکة العربية السعودية

المستخلص

کانت شبه الجزيرة العربية إِبّان الحرب العالمية الأولى تخضع لسيطرة الدولة العثمانية الإسمية وخاصة منطقة الحجاز وحائل والإحساء واليمن وعسير، بينما کان يقع الجزء الشرقي والجنوبي ـــــــ عدن والمحميات التسع وعمان والخليج العربي ــــــ للاحتلال البريطاني ، أما عن بقية شبه الجزيرة فکانت تحت حکم المشايخ والأمراء وزعماء القبائل ، وکما أن الدولة العثمانية کانت تسعى لبسط سيطرتها في کثيرٍ من أجزاء شبه الجزيرة العربية وخاصة في منطقة الخليج ولکن جهودها کانت تصطدم بالسياسة البريطانية؛ التي کانت تولي أهمية کبرى لهذه المنطقة باعتبارها طريقًا حيويًا يؤدي إلى الهند ، لذا فقد تصدت بريطانيا لجميع محاولات الدولة العثمانية لإعلاء نفوذها على منطقة الخليج العربي.
       والذي يهمنا في هذا البحث ـــــ الموجز ــــ هو مناقشة موقف الأمراء والمشايخ في شبه الجزيرة العربية إِبان الحرب العالمية الأولى؛ موضحًا آثارها عليهم، وعلى العلاقات العربية العثمانية، راصدًا ومحللًا لدور القوى العظمى في التأثير على هؤلاء الأمراء والمشايخ.
  فإننا إذا نظرنا إلى الجزيرة العربية ــــ فترة البحث ـــ نجد إمارة حائل في جبل شمّر تحت حکم آل الرشيد، والذي کان على علاقة عدائية بعبد العزيز آل سعود أمير نجد، وفي غرب الجزيرة العربية يوجد الشريف حسين بالحجاز، وله النفوذ الديني والسياسي أکثر مما لديه من قوة عسکرية؛ وهو خاضع للدولة العثمانية التي تشک في اخلاصه وترى فيه نزوعًا نحو الاستقلال وانتزاع الخلافة منها. وفي الجنوب يوجد الإدريسي بمنطقة عسير، والذي خاض حربًا شاقة ضد الوجود العثماني في اليمن وعسير ، ويلي الإدريسي ناحية الجنوب الإمام يحيى الذي يعتصم بجبال اليمن مترقبًا الفرصة للفوز باليمن خالصة له ، وکان صلحه مع الأتراک ذا فائدة کبيرة للدولة العثمانية. أما بخصوص سلطنة لحج فقد ارتبطت هي والنواحي التسع بمعاهدات واتفاقيات مع بريطانيا تعهدت فيها الأخيرة بحمايتها ضد أي عدوان يقع عليها,
لاسيما وأنها تجاور مستعمرة عدن وتمثل خط الدفاع الأول عنها، وکذلک کان الشأن بالنسبة لمشيخات الخليج العربي.
      هذا، وقد طبقتُ في هذه الدراسة المنهج التحليلي الوصفي مع عقد المقارنات ، فلم اکتفي بذکر الروايات التاريخية، بل حاولتُ تحليل الأحداث ــــ على قدر جهدي وعلمي ــــ للوصول إلى الحقيقة التاريخية المجردة، بعيدًا عن الميل أو التحيز إلى فريق ضد الآخر.
وکان من أبرز توصيات هذا البحث: هو ضرورة البحث الجاد والمتأني في آثار الحرب العالمية الأولى(1914 ـــ 1918م) على منطقة الشرق العربي عامة وفلسطين ومنطقة الخليج العربي خاصة؛ لما لها من آثار خطيرة، مازلنا نعاني منها حتى يومنا

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية