إن جوهر الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام هو الدعوة إلي توجيه الاستخلاف البشري في الأرض ليصل بالإنسان إلي تحقيق عالم متوازن يکون الحوار فيه هو عقيدة الإنسان وفکره وسلوکه الذي لا يتعارض مع أي مصلحة أو نفع يشمل الأحياء.. والله سبحانه وتعالي عندما منح الإنسان عملية الاستخلاف ميزه بالعقل والعلم الذي يدرک بهما أسرار الحياة، فأمسي يميز الصواب من الخطأ .
لذا فقد دعت الحاجة إلي إقامة الحوار ، وبناء أسس التفاهم والعدالة ، ومن أحق من القائمين علي الأديان بهذه المهمة الجليلة؛ وذلک لأنهم الأعرف والأجدر بشرح المقاصد الربانية وحل المعضلات الإنسانية دونما غمط للحقوق، لأنهم يستلهمون من الکتب المقدسة روحانية السماء التي تدعو إلي إقامة إنسانية الإنسان کما يريدها البارئ تعالي ويجيدها الإنسان نفسه.
ويعد مفهوم "حوار الأديان" مفهوماً قديمًا، ربما قِدم الأديان نفسها، ولکنه اکتسب زخمًا أکبر في العقود الأخيرة، أما "حوار الحضارات" فهو جديد نسبيًا.