الجوانب الحضارية في أذربيجان زمن بني أمية ( 40 – 132 هـ / 660 – 794 م )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن

المستخلص

           لقد کان الفتح الإسلامي لأذربيجان إيذاناً بانتشار الحضارة الإسلامية بها، واستقبل المجتمع الأذربيجاني التراث الإسلامي بقوة وتقبل کبير، خاصةً وأنه رافقه انتشار للقبائل العربية واستقرارها، وهذا الاستيطان جعل المجاهدين المسلمين يحرصون على اصطحاب أسرهم وذويهم معهم؛ مما شجع القبائل العربية على متابعة التدفق إلى أذربيجان، وکان لها دورها المهم في عملية بناء دولة إسلامية لها حضارتها وقيمها التي تحرص على حمايتها وازدهارها. ويعود الاستقرار العربي إلى عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي قام بإسکان أردبيل جماعة من العرب من أهل العطاء والديون, وبنيت المنازل الخاصة بهم, کما قام الخليفة ببناء المسجد لها ، کما ساهمت القبائل بالتعمير والبناء في المنطقة، مما کان له أثره في الازدهار الحضاري الإسلامي هناک، کما قامت بالدعوة إلى الإسلام، وأدى الاتفاق بين الطرفين ، وامتزاج الأجناس المختلفة إلى انتشار الإسلام والأخذ من الثقافة الإسلامية، مع التمسک بالقيم الثقافية الموروثة، فشهدت المنطقة تبعاً لذلک ازدهاراً ثقافياً عظيماً، نابعاً من الاستقرار السياسي الذي کان له نتائج بعيدة المدى، فقد أدى الفتح الإسلامي في أذربيجان إلى استقرار الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد؛ مما أدى إلى تعزيز السلطة الإسلامية فيها، کما کان للثروات الطبيعية الأذربيجانية جذبٌ واسع لکثير من الجماعات العربية، فهاجروا إليها واتخذوها موطناً لهم، وکان استقرارهم إما في المدن أو القرى الصغيرة ، والنتيجة الطبيعية لظاهرة استيطان العرب في مختلف نواحي أذربيجان ازدياد اعداد معتنقي الدين الإسلامي. وکان للاستقرار السياسي أثره في ازدهار المراکز التجارية والصناعات، وتوسيع العلاقات التجارية في الداخل ، بل وامتد إلى الخارج مع الهند والصين، ومع أوروبا الشرقية والغربية . وتناول هذا البحث تلک المظاهر الحضارية التي صحبت ذلک الاستقرار في زمن بني أمية حيث کانت أذربيجان تابعة للدولة الأموية , وليس أدل على ذلک  ما أورده  اليعقوبي عند ذکره للخراج الذي کان يتم  جبايته من البلاد المفتوحة , فقد ذکر أن خراج أذربيجان کان ثلاثين ألف ألف درهم. وعلى الرغم من الاستقرار الکبير للعرب المسلمين في أذربيجان, ودخول الکثير من سکان أذربيجان في الإسلام إلاَّ أن الحکم أو التبعية للدولة الأم أو الخليفة يخضع إما لقوة الخليفة أو لقوة الدولة المسيطرة على المسلمين, ومن المعروف أن الخلافة  الأموية  في بدايتها  کانت غير مستقر

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية