مفهوم السلطة في فلسلفة ميشيل فوکو

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة

المستخلص

السطلة لغويا هي: القوة والقدرة على الشيء، والسلطان الذي يکون للإنسان على غيرة سلطات. ولها أيضا تعريف اصطلاحي: وتعني غالبية حالات القيادة وتطبق السلطة استنادا إلى قوة اجتماعية معينة. وقد تکون هذه القوة حقيقية کالتهديد بالتسبب بأذى جسماني أو روحية " کانصياع المؤمنين" وللسلطة أنواع منها الشرعية، والنفسية، والدينية، والاجتماعية. ويعرف "فوکو" السلطة بانها (علاقات) ومن أهم مزايا علاقات السلطة في رأيه وتعد " موازين القوى، ويرى أن السلطة تقوم على الصراع بين الحاکم والمحکوم، ولها وسائلها المختلفة التي من خلالها تستمد قدرتها على التحکم والسيطرة، ويحاول أن يقاوم السلطة، لکنه لم يوضح لنا لماذا اختار المقاومة والصراع معها دون الخضوع لها، کما أنه لم يرفض کل أشکال السلطة في الوقت نفسه، ولم يهدف کذلک إلى إقامة نظرية متکاملة عن السلطة، وإنما السلطة بالنسبة له هي القضاء الحافل الصراعات. ويتم ممارسة السلطة من خلال التعذيب وهو " عقاب جسدي مؤلم يتفاقم إلى حد الفظاعة، والعقوبات هنا جسدية ومتنوعة في أشکالها، فالموت مثلا يمکن أن يکون بالشنق، أو التقطيع، أو الخنق، أو الحرق حية، أو بکسر الرأس. ويلعب التعذيب في رأي "فوکو" وظيفة سياسية وقانونية، حيث يضفي التعذيب في عيون الجميع قوة لا قهر، وهدفه إظهار الفارق الأقصى بین فرد من الرعية تجرأ على خرق القانون، والحاکم ذو القوة الذي يبرز قدرته..
ثم يأتي دور العقاب حيث التحول من التعذيب للعقاب بسرعة بسبب النزعة التي ادت لاستبدال الفظاعة بعقوبات تدعى شرف الإنسانية. ويری "فوکو" أن سبب التعذيب هو حضور الشعب کشاهد على تلک الفظاعة وهذا الحضور هو المشکلة، وإذا کثيرا ما ينقلب مسرح التعذيب من العبرة إلى التعاطف، ومن الانتقام من المجرم إلى التسامح معه، وخاصة عندما يعلم الشعب أن العقوبة جائرة والحکم ظالم، هکذا يتحول المجرم إلى بطل، ويبدأ الشعب في التضامن معه. ومکان العقاب السجون في المنظومات الاجتماعية الإنسانية. لأن السجن هو الوسيلة الأفضل والأکثر فعالية وعقلانية من أجل فرض العقاب على خروقات النظام في مجتمع ما. ثم يأتي دور الانضباط والموضوع المرکزي للانضباط هو الجسد، جسد الجندي والمريض والتلميذ والعامل والمجرم، فالجسد هدف التکييف والتدريب، والتطويع، والاستجابة، والتکاثر. ولقد أضاف العصر الحديث للسجل التشريعي السجل التقي والسياسي، الذي تألف من مجمل الأنظمة العسکرية والمدرسية والصناعية. ومفهوم "الإنسان الآلة " الذي هدفه الأساسي أمران هما الخضوع والتشغيل، وبهما يتحقق التطويع والطواعية، فالجسد في کل حالاته يجب أن يکون طيعة والجسد الألة ليس فقط أداة للتفسير، بل دمية سياسية. والسلطة أو القوة تنتج المعرفة وتقتضي إحداهما الأخرى، إذ لا توجد قوة أو سلطة بدون تأسس مناسب لحقل المعرفة ولا توجد معرفة لا تقيم علاقات قوة وسيطرة والسلطة تقوم على مجموعة من العلاقات وهي عبارة عن "علاقات قوة ". وعلاقات القوة التي يتحدث عنها "فوکو" هي أشکال من المواجهة والتصادم والصراع. إذا لن تکون القوة واحدة، بل متعددة. وقد أظهرت العلوم الفيزيائية ذلک أيضا، فالقوة أو السلطة ليست مسلية خالصة ولا شرا خالصا.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية