إصلاحات أحمد بن طولون وأثرها في مصر خلال منتصف القرن 3هـ/9م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

ليس من شک في أن الدولة الطولونية تمثل مرحلة انتقال مهمة في تاريخ مصر الطويل، إذ هى نهاية مرحلة المرکزية والتبعية للخلافة العباسية، وبداية ظهور ونمو القومية المصرية، التي تطورت حتى صارت دولة مستقلة ذات سيادة، فقد صحب قيام الدولة الطولونية تطوراً بعيد المدى في تاريخ الشعب المصري، واستمر هذا التطور حتى أصبحت مصر مرکزاً للعالم الإسلامي لمدة قرنين من الزمان، عندما أُعلن عن قيام الخلافة العباسية في القاهرة على يد الظاهر بيبرس عام 659هـ/1261م.
فرح ابن طولون بولاية مصر، وحمد الله کثيراً على تلک الهبة،  ومن کانت مصر في عينيه بمثل هذه الصورة، فلابد أن يکون لشعبها مکانة خاصة في قلبه، وبخاصة إذا کان عليه أن يعتمد على هذا الشعب في تنفيذ خططه الإصلاحية، وبالتالي بذل کل ما في وسعه للنهوض بها، وکان رجل دولة من طراز فريد، حيث حکم ستة عشر عاما، من يسمع به يظن أنه حکم أضعاف هذه المدة، وهو شخصية جديرة بالدرس والاهتمام، وحرص على الإصلاح في المجالات کافة؛ ولذلک تحسنت الأحوال، وعم الخير والرخاء، وکان بداية الازدهار في تاريخ الحضارة الإسلامية في مصر.
يرجع اختيار هذا الموضوع لأهمية البحث عن وسائل الإصلاح والتطوير عامة، والدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام، وبما أن علم التاريخ هو دراسة التجربة الإنسانية في حقبة تاريخية معينة، فالتجربة المصرية في عصر ابن طولون، من بين أبرز حقب تاريخ مصر الإسلامية، يمکن أن نستفيد منها إن أنعم النظر فيها، فسيرته يضرب بها المثل، ويتحلى بها ذکر الدول.
 ينقسم هذا البحث إلى ستة عناصر، هى: بعض جوانب من شخصيته التي حکمت تصرفاته فيما بعد، والتي کان لها أثر فيما نحن بصدد الحديث عنه، ثم جهوده في الإصلاح في الميدان السياسي والإداري، والاقتصادي، وأهم مظاهر الحياة الاجتماعية في عهده، ثم جهوده في الناحية العلمية، وأخيرا أثر هذه الجهود ووسائل الإصلاح على الأوضاع عامة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية